للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٦٥٠ - حدثنا يونس بن حبيب (١)، حدثنا أبو داود (٢)، حدثنا سليمان بن المغيرة، ومهدي بن ميمون، وابن فضالة (٣)، كلهم عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة العدوي، عن أُسير بن جابر، قال: "كنَّا عند عبد الله بن مسعود إذ هبَّت ريحٌ حمراءُ، فأقبل رجلٌ ما له هِجِّيرٌ إلا قوله: يا عبد الله، جاءت الساعة! يا عبد الله، جاءت الساعة! قال: فاستوى جالسًا يُعرف في وجهه الغضبُ، وكان متكئًا على سريرٍ له، فقال: إنَّ الساعةَ لا تقوم حتى لا يُقسم ميراثٌ ولا يفرح بغنيمةٍ، ثم قال: عدوٌّ للمسلمين يجمع لهم، وأومأ بيده، قلتُ لأبي قتادة: الشام تعني؟ قال: نعم، قال: ويكون عند ذلك القتالِ رِدّةٌ شديدةٌ، قال: ويستمدُّ (٤) المسلمون بعضُهم بعضًا، قال: فيلتقون فيقتتلون قتالًا شديدًا، ثم تشرط شرطة (٥) للموت لا ترجع إلا غالبةً، فيقتتلون حتى يَحجزَ بينهم الليلُ، ويفيء هؤلاء وهؤلاء وكلٌّ غيرُ غالب، وتفنى الشرطةُ، فإذا كان يوم الثاني،

⦗٩٨⦘

شرط شرطةً للموت، فيلتقون فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء كلٌّ غير غالب، وتَفنى الشرطةُ، فإذا كان يوم الثالث، يشرط شرطة للموت، فيلتقون فيقتتلون حتى يَحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاء وهؤلاء وكل غير غالب، وتفنى الشرطة، فإذا كان يوم الرابع، نَهَدَ إليهم بقيةُ المسلمين، فيفتح الله عليهم، فينظر بنو الأب الذين كانوا يتعادّون على مائة لم يبق منهم رجلٌ، فأي ميراثٍ يقسم؟ وبأي غنيمةٍ يُفرح؟ فبينما هم كذلك إذْ سمعوا أمرا أكثر منه؛ الدّجالُ قد خَلَفهم على ذراريهم وأهاليهم، قال: قال رسول الله : فيبعث أميرُهم طليعةً، عشرةَ فوارسَ، إني لأعلم أسماءَهم، وأسماءَ آبائهم، وألوانَ خُيولِهم، هم يومئذ خير فوارس في الأرض، أو من خير فوارس الأرض" (٦).


(١) يونس بن حبيب بن عبد القاهر العجلي الأصبهاني.
(٢) هو: سليمان بن داود الطيالسي.
(٣) مبارك بن فضالة أبو فضالة البصري.
(٤) طلب المدد، والمدد: ما يمد به الشيء؛ أي: يزاد ويكثر، ومنه: أمد الجيش بمدد إذا أرسل إليه زيادة. انظر: المغرب في ترتيب المعرب (ص: ٤٣٨).
(٥) أي: طائفة من الجيش تقدم للقتال. انظر: شرح صحيح مسلم (١٨/ ٢٤).
(٦) تقدم تخريجه في الحديث السابق.