للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٢٨٢٩ - ز- حدثنا ابن عبد الحكم (١)، حدثنا ابن أبي فديك (٢)، عن ابن أبي ذئب (٣)، عن ابن شهاب (٤)، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس، أنَّ النبي أخّر ليلة صلاة العشاء الآخرة، ثم خرج

⦗٢٤٣⦘

فقال: "إنما حبسني حديث كان يحدثنيه تميم عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فإذا بامرأة تجر شعرها، فقال: ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة، أتعجب منى؟ قال نعم، قالت (٥): فاذهب إلى ذلك القصر، قال: فذهبت إليه فإذا فيه رجل يجر شعره مسلسلا في الأغلال بعروة بين السماء والأرض، فقال: ما أنت؟ فقال: أنا الدجال، قال: فخرج النبي الأمي؟ قال: نعم.

قال: أطاعوه أم عصوه؟ قال: لا، بل أطاعوه، قال: ذلك خير لهم، وهل غارت المياه؟ (٦).


(١) هو محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري.
(٢) هو محمد بن إسماعيل بن مسلم: قال ابن معين: كان أروى الناس عن ابن أبي ذئب وهو ثقة. "التاريخ عن ابن معين رواية الدوري ٢/ ٥٠٥).
(٣) هو محمد عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث.
(٤) هو محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
(٥) كذا في رواية ابن أبي ذئب: (قالت) عند ابن أبي عاصم في كتابه: (الآحاد والمثاني ٥/ ٦ رقم ٣١٨٠) من طرق عن ابن أبي ذئب، وجاء في الأصل "قال" وضبب عليها الناسخ، والصواب ما أثبت.
(٦) إسناد المصنف: إسناد صحيح.
والحديث أخرجه أبو داود في السنن (رقم ٤٣٢٥)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم ٣١٨١)، والطبراني في المعجم الكبير (٢٤/ ٣٧١ رقم ٩٢٢)، كلهم من طريق ابن أبي ذئب، عن الزهري به.
وخالف الزهري: الوليد بن عبد الله بن جميع فرواه عن أبي سلمة، عن جابر به. (أخرج هذه الرواية أبو داود في السنن (٤٣٢٨).
وهذه الرواية معلولة من وجهين: الأول: في إسنادها الوليد بن عبد الله بن جميع، وهو لا بأس به. كما قال أحمد وأبو زرعة وغيرهما. إلا أنه ينفرد بما ينكر عليه. قال ابن حبان : "كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به". انظر: تهذيب الكمال (٣٥/ ٣١)، المجروحين=

⦗٢٤٤⦘
= (٣/ ٧٨)، وقال ابن حجر: صدوق يهم. (التقريب ص ٥٨٢).
الثاني: المخالفة. حيث خالف الإمام الزهري في روايته.
ولهذا رجح الإمام الدارقطني رواية الزهري، فقال: وقول الزهري أشبه بالصواب. (انظر: العلل للدارقطني ١٣/ ٣٩٦ رقم ٣٢٩٠).
واختلف على الزهري، فرواه ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن فاطمة بنت قيس به.
ورواه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن الزهري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس به. (أشار إلى روايته الدراقطني في العلل ٥/ ٣٧٦).
وإسنادها ضعيف: عبد الرحمن بن يزيد ضعيف جدا. قاله ابن رجب. (شرح العلل لابن رجب ٢/ ٨٢٣)، وانظر: تهذيب التهذيب (٦/ ٢٩٥).
وقد خالف من هو أوثق منه وهو ابن أبي ذئب، وقد ذكر الدارقطني هذا الاختلاف، ثم قال: حديث أبي سلمة أصح. (العلل للدارقطني ١٥/ ٣٧٦ رقم ٤٠٨٣).