للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد" اللفظ لمسلم (١).

ولمسلم في بعض الطرق عن أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذكر قوماً يكونون في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق، ثم قال: شر الخلق أو من شر الخلق تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق" قال أبو سعيد: (أنتم قتلتوهم يا أهل العراق) وفي لفظ [له] (٢): (تقتلهم أقرب الطائفتين إلى الحق) (٣).

وهذا الحديث مع ما ثبت في الصحيح عن أبي بكرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للحسن بن علي - رضي الله عنهما-: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المؤمنين" (٤).


(١) رواه البخاري برقم (٤٣٥١) كتاب المغازي باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إلى اليمن، ومسلم برقم (١٠٦٤) كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم. والنسائي برقم (٢٥٧٨) كتاب الزكاة، وأبو داود برقم (٧٦٤٤) كتاب السنة. وأحمد برقم (١١٢٥٤).
(٢) ما بين المعكوفتين ساقطة من النسخة الأصلية، وهي في (م)، و (ط).
(٣) هذه الروايات كلها من مسلم وقد سبق تخريجها، ومما ينبه له إلى أن لفظة (التحليق) أجدها في مسلم كما ذكر المصنف رحمه الله تعالى وإنما الذي في مسلم (التحالق)، وأما (التحليق) فقد جاء في حديث البخاري برقم (٧٥٦٢) كتاب التوحيد بغير قول أبي سعيد - رضي الله عنه -، وجاءت هذه الرواية كاملة عند أحمد برقم (١٠٦٣٥).
(٤) رواه البخاري برقم (٢٧٠٤) كتاب الصلح باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بن علي -رضي الله عنهما- "إن ابني هذا سيد"، والترمذي برقم (٣٧٧٣) كتاب المناقب، والنسائي برقم (١٤١٠) كتاب الجمعة، وأبو داود برقم (٤٦٦٢) كتاب السنة، وأحمد برقم (١٩٩٨٦). وقد ساق البخاري بسنده عن الحسن البصري -رحمه الله- في الحديث الآنف الذكر قصة الصلح الذي تم بين الحسن بن علي - رضي الله عنهما-، ومعاوية - رضي الله عنه -. وقد كان هذا الصلح المبارك الذي يعد من دلائل نبوة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في أوائل سنة إحدى وأربعين على ما رجحه شيخ المؤرخين ابن جرير الطبري، ووافقه عليه الحافظ ابن كثير رحمهما الله، وذكر أن هذا هو المشهور عند علماء السير، ونقله عن علي بن المديني، وسمي هذا العام عام الجماعة لاجتماع الكلمة على معاوية - رضي الله عنه -.
وقد كان تنازل الحسن - رضي الله عنه - منقبة عظيمة، وحسنة فريدة، امتدحه بها جده المصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأقر بفضلها المسلمون، حين حقن الدماء، وجمع الكلمة، وسلك سيل الرشاد. البداية والنهاية (٨/ ٢٠).

<<  <   >  >>