للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبغض، فيقال: حب صادق، وبغض صادق، فكما أن الصدق والكذب في إثبات الحقائق ونفيها، متعلق بالخبر المنافي (١) والمثبت دون الحقيقة ابتداء، فكذلك في الحب والبغض ونحو ذلك، يتعلق بالحب والبغض دون الحقيقة ابتداء، بخلاف لفظ الإيمان والكفر، فإنه يتناول الذوات بلا واسطة [إقرارًا] (٢)، أو [إنكارًا] (٣)، أو حبًا، أو بغضًا، أو طمأنينة، أو نفورًا (٤).

ويشهد [لهذا] (٥) الدعاء المأثور المشهور عند استلام الحجر: (اللهم إيمانًا بك، وتصديقًا بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعًا لسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -) (٦).

فقال: إيمانًا بك ولم يقل تصديقًا بك كما قال: تصديقًا بكتابك.

وقال تعالى عن مريم: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ} [التحريم: ١٢] فجعل التصديق بالكلمات والكتب.

ومنه الحديث الَّذي في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تكفل الله لمن خرج في سبيل الله (٧)، لا يخرجه إلَّا إيمان بي، وتصديق كلماتي (٨) " ويروي:


(١) في (ط): "النافي".
(٢) في نسخة الأصل و (ط): إقرار، وأثبتنا ما في (م) لأنه أقرب إلى الصواب.
(٣) في نسخة الأصل و (ط): "إنكار"، وأثبتنا ما في (م) لأنه أقرب إلى الصواب.
(٤) في (ط): "أو حب"، "أو بغض"، "أو طمأنينة" أو نفور".
(٥) في نسخة الأصل و (م): لها، وأثبتنا ما في (ط) لأنه أقرب.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة (٤/ ١٠٥) وعبد الرزاق برقم (٨٨٩٨) والطيالسي ص ٢٥، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٣٠) عن ابن عمر وقال: لا يتابع عليه، والطبراني في المعجم الأوسط (١/ ٣٠٣) والبيهقي في سننه الكبري (٥/ ٧٩)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٤٦)، والعقيلي في الضعفاء (٤/ ١٣٥)، وقال الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (٢/ ٢٤٧): وروى البيهقي والطبراني في الأوسط الدعاء من حديث ابن عمر. . . سنده صحيح"، والحديث عن علي - رضي الله عنه - في أكثر الروايات، ويشعر كلام الحافظ إلى أن الرواية عن علي رواية ضعيفة.
(٧) في (ط): "في سبيله"، وقد وردت الروايات بذلك، وبما أثبتناه في المتن.
(٨) في (م) و (ط): "بكلماتي" وقد وردت الروايات بذلك، وربما أثبتناه أيضًا في المتن، ووردت بعض الروايات بلفظ: "كلمات الله".

<<  <   >  >>