من أنت تضرب؟ إنما تضرب باب سيدك. قال: أنا وأنت وفرعون عبيد لربي تبارك وتعالى، فأنا ناصره، فأعلمه البواب السابق، فأخبر البواب الذي يليه والبوابين، حتى بلغ ذلك أدناهم، ودونه سبعين حاجبًا، كل حاجب منهم تحت يديه من الجنود ما شاء اللَّه، كأعظم أمير اليوم إمارة، حتى خلص الخبر إلى فرعون، فقال: أدخلوه عليَّ. فأدخل، فلما أتاه قال له فرعون: أعرفك؟ قال: نعم. قال:{أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا}[الشعراء: ١٨] فرد عليه موسى الذي ذكر اللَّه عز وجل، قال فرعون: خذوه، فبادأهم موسى، فألقى عصاه {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} فحملت على الناس، فانهزموا منها، فمات منهم خمسة وعشرون ألفا؛ قتل بعضهم بعضا، وقام فرعون منهزما، حتى دخل البيت، فقال لموسى: اجعل بيننا وبينك أجلا ننظر فيه. فقال له موسى: لم أؤمر بذلك؛ وإنما أمرت بمناجزتك، وإن أنت لم تخرج إليَّ دخلت إليك، فأوحى اللَّه عز وجل إلى موسى أن اجعل بينك وبينه أجلا، وقل له أن يجعله هو، ثم قال فرعون: اجعله لي أربعين يوما ففعل، وكان فرعون لا يأتي الخلاء إلا في أربعين يوما مرة، فاختلف ذلك اليوم أربعين مرة، قال: وخرج موسى عليه السلام من المدينة، فلما مر بالأسد مصعت بأذنابها، وسارت مع موسى تشيعه، ولا تهيجه، ولا أحدا من بني إسرائيل.
"الزهد" ص ٧٩ - ٨٤
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن مجاهد قال: حج البيت سبعون نبيا؛ منهم موسى بن عمران عليه السلام عليه عباءتان قطوانيتان، فكان يلبي والجبال تجاوبه.