اللهم لا -أي: بلى- قال: فهل منكم من أحد إلا لولده من قلبه شعبة؟ قالوا: اللهم لا -أي: بلى- قال: فوالذي نفسي بيده لأنَّ تختلف الأسنة في جوانحي أحب إليّ من أن أكون هكذا، أما واللَّه لأجعلن الهمَّ همًّا واحدًا، قال الحسن: ففعل.
"الزهد" ص ٢٦٩
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا روح، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن عامر بن عبد قيس لما حُضر قال: ما آسى على شيء إلا على قيام الشتاء وظمأ الهواجر.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل، عن العلاء بن سالم، حدثني من صحب عامر بن عبد قيس أربعة أشهر قال: فما رأيته نام بليل ولا نهار حتى فارقته، وكان له رغيفان قد جعل عليهما ودكًا، فيتسحر بواحد ويفطر بآخر، وكان إذا أصبح علمنا القرآن، حتى إذا أمكنته الصلاة قام فصلى، فلا يزال يصلي حتى العصر، قال: ثم يعلمنا القرآن، فإذا صلى المغرب قال: فهي ليلته حتى يصبح.
"الزهد" ص ٢٧٠
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا روح، حدثنا عون، عن محمد قال: قيل عند عبد اللَّه بن عامر: إن عامر بن عبد قيس العنبري لا يأكل اللحم، ولا يأكل السمن، ولا يقرب النساء، ولا يمس جلده جلد أحد، ولا يقرب المساجد، ويزعم أنه خير من إبراهيم. فدخل معقل بن يسار على عبد اللَّه بن عامر وقد تحدثوا عنده بهذا، وكان معقل خليلًا لعامر بن عبد قيس، فقال عبد اللَّه بن عامر لمعقل بن يسار: ألا ترى ما يقول هؤلاء لخليلك؟ قال: وما يقولون؟ قال: يقولون: كذا. ويقولون: كذا؛ للذي قالوا، فما كلمهم معقل حتى خرج فركب دابته، فأتى عامرًا وهو في داره، فإذا هو قاعد في