عبد اللَّه لم يكن عليه إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد منهما من صاحبه، وكان يقول: لو رآك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن منذر قال: كان الربيع بن خثيم يكنس الحش بنفسه، فقيل له: إنك تكفى هذا، قال: إني أحب أن آخذ بنصيبي من المهنة.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا جرير، حدثنا مغيرة قال: أصاب الربيع بن خثيم الفالج، فكان يحمل إلى الصلاة.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا جرير، عن أبي حيان، عن أبيه قال: أصاب الربيع الفالج فكان يحمل إلى الصلاة، فقيل له: إنه قد رخص لك. قال: قد علمت، ولكني اسمع النداء بالفلاح.
"الزهد" ص ٢٠٨
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا ابن حياته، حدثني أبي، قال: كان الربيع بعد ما سقط شقة يهادي بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبد اللَّه يقولون: يا أبا يزيد قد رخص لك، لو صليت في بيتك؟ فيقول: أنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح، فمن سمعه منكم فليجبه ولو زحفًا، ولو حبوًا.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يحيى، عن أبي حيان، حدثنا أبي، عن الربيع بن خثيم قال: لا تُشْعِروا بموتي أحدًا، وسلوني إلى ربي سَلًّا.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو أحمد، حدثنا رزام بن سعيد، عن أبيه قال: جاء الربيع بن خثيم إلى مسجدنا فربط بغلته ودخل المسجد يصلي، فانحلت البغلة فذهب بها، فخرج فسألنا فقلنا: ما ندري. فقلنا له: أما تدعو عليه؟ فقال: ذروه لعله يتوب، فيتوب اللَّه عليه ويستقبل العمل.