للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: بلى محمد بن واسع، وحسان بن أبي سنان، ومالك بن دينار الذي يمشي في الناس بمثل زهد أبي ذر في زمانه. قال جعفر: ولو كان مالك في بني إسرائيل كان ينبغي أن يتحدث بحديثه.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، قال: سمعت مالك بن دينار يقول في دعائه: اللهم أقبل بقلوبنا إليك حتى نعرفك حسنًا، وحتى نرعى عهدك حسنًا، وحتى نحفظ وصيتك حسنًا، اللهم سومنا سيما الإيمان، وألبسنا لباس التقوى، اللهم نتوب إليك قبل الممات، ونلقي بالسلام قبل اللزام، اللهم انظر إلينا منك نظرة تجمع لنا بها الخير كله، خير الدنيا وخير الآخرة. ثم يقف مالك عن كلامه فيقول: أتحسبون أني أعني خير الدنيا الدينار والدرهم؟ إنما أعني العمل الصالح حتى ألقاك يوم ألقاك وأنت عني راض، رغبة ورهبة إليك، يا إله السماء وإله الأرض. قال: ثم يبكي بكاءً خفيفا، فنبكي معه رحمه اللَّه.

"الزهد" ص ٣٩٢

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، قال: كانت الغيوم تجيء وتذهب ولا تمطر، فيقول مالك: أنتم تستبطئون المطر، وأنا أستبطئ الحجارة، إن لم تمطر حجارة فنحن بخير.

قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا المغيرة ابن حبيب قال: تعاهدت مالكا ذات ليلة، فجئت وقد لبست وطيفة في ليالي الشتاء، قال: فطرحت نفسي على باب البيت، قال: فدخل مالك فاستقبل القبلة وأخذ بلحيته، وجعل يقول: يا رب، إذا جمعت الأولين والآخرين فحرم شيبة مالك على النار.

"الزهد" ص ٣٩٣

<<  <  ج: ص:  >  >>