للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[تمهيد]]

[[التحول الجديد] :]

حرم مشركو مكة الخير كله منذ جحدوا الرسالة، وقعدوا بكلّ صراط يوعدون، ويصدّون عن سبيل الله من امن به، ويبغونها عوجا.

ولئن نجحت دعايتهم الكاذبة في منع قبائل كثيرة من دخول الإسلام، فإنّ الحق لا بدّ أن يعلو، وأن يثوب إليه المضلّلون والمخدوعون، على شرط أن يظل أهله أوفياء له، حراصا عليه، صابرين محتسبين.

وقد قيّض الله للإسلام من استنقذه من البيئة التي صادرته، فأنس بعد وحشة، واستوطن بعد غربة، وشق طريقه في الحياة، بعد أن زالت الجلامد الصلدة الملقاة في مجراه.

وبدأ هذا التحول على أيدي الوفود القادمة من (يثرب) إلى مكة في موسم الحج ...

[[بشارة اليهود بالنبي الجديد وكفرهم به] :]

كان أهل يثرب «١» يمتازون عن سائر العرب بجوارهم لليهود، وإلفهم عقيدة


(١) أرى المصنف يستعمل كلمة (يثرب) مكان (المدينة) أو (طيبة) ، ومع أن هذا الاستعمال جاهلي ففيه مخالفة لتسمية الله تعالى إياها ب (طيبة) كما في حديث جابر بن سمرة، قال: كانوا يسمون المدينة يثرب، فسمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة. أخرجه مسلم: ٤/ ٢١؛ والطيالسي: ٢/ ٢٠٤، واللفظ له. ولفظ مسلم: «إن الله سمّى المدينة طابة» . ورواه أحمد: ٥/ ٨٩، ٩٤، ٩٦، ٩٧، ٩٨، ١٠١، ١٠٦، ١٠٨، باللفظين، وفي الباب عن أبي حميد عند البخاري: ٤/ ٧١؛ وعن زيد بن ثابت عند مسلم، وفاطمة بنت قيس عند أحمد: ٦/ ٤١٢، وسنده صحيح. وهذه الأحاديث أقل ما تفيده أن هذا الاستعمال مكروه، وأن تسميتها ب (طابة) أو طيبة مستحب، بل روى أحمد: ٤/ ٢٨٥ عن البراء بن عازب مرفوعا: «من سمى المدينة-

<<  <   >  >>