إيمانه على نفوسهم ما يملؤها عزاء ورضا عن الله واستكانة لقضائه.
روى الإمام أحمد «١» : لما كان يوم أحد، وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«استووا حتى أثني على ربّي عز وجلّ» ، فصاروا خلفه صفوفا، فقال:
«اللهم! لك الحمد كلّه.
اللهم! لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضلّ لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت؛ ولا مقرّب لما باعدت، ولا مبعّد لما قرّبت.
اللهم! ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك.
اللهم! إنّي أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحول ولا يزول.
اللهم! إنّي أسألك العون يوم العيلة، والأمن يوم الخوف.
اللهم! إنّي عائذ بك من شرّ ما أعطيتنا وشرّ ما منعتنا.
اللهمّ! حبّب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الرّاشدين.
اللهم! توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم! قاتل الكفرة الذين يكذّبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك.
اللهم! قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحقّ» .
[[دروس وعبر] :]
ترفق القران الكريم وهو يعقّب على ما أصاب المسلمين في (أحد) على عكس ما نزل في بدر من ايات، ولا غرو؛ فحساب المنتصر على أخطائه أشدّ من حساب المنكسر.
(١) في المسند: ٣/ ٤١٤؛ والحاكم أيضا؛ ١/ ٥٠٧، ٣/ ٢٣- ٢٤، وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين» ، قلت: إنّما هو صحيح فقط، فإنّ فيه عبيد بن رفاعة، لم يخرج له الشيخان، ومن أخطاء الذهبي: أنّه في أحد الموضعين وافق الحاكم على تصحيحه، وفي الموضع الاخر قال: «والحديث مع نظافة إسناده منكر» ، كذا قال: ولم أعرف لقوله وجها، والله أعلم.