للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنّ قريشا أخلفوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكّدا

وجعلوا لي في كداء رصدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا

وهم أذلّ وأقلّ عددا ... هم بيّتونا بالوتير هجّدا

وقتلونا ركّعا وسجّدا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نصرت يا عمرو بن سالم» «١» ..

[[أبو سفيان يحاول إصلاح ما أفسده قومه] :]

وأحست قريش- بعد فوات الأوان- خطأها، فخرج أبو سفيان إلى المدينة يصلح ما أفسده قومه، ويحاول أن يعيد للعقد المهدر حرمته!.

وبلغ المدينة، فذهب إلى ابنته أمّ حبيبة، وأراد أن يجلس على الفراش؛ فطوته دونه. فقال: يا بنية! ما أدري، أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عنّي؟!.

فقالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس! قال: والله! لقد أصابك بعدي شرّ! ثم خرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلّمه، فلم يرد عليه شيئا «٢» .

واستشفع أبو سفيان بأبي بكر ليحدّث النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فرفض، فتركه إلى عمر، فقال عمر: أنا أشفع لكم عند رسول الله! والله لو لم أجد إلا الذّرّ لجاهدتكم به.

فتركهما إلى عليّ فردّ عليه: والله يا أبا سفيان لقد عزم رسول الله على أمر ما نستطيع أن نكلّمه فيه، ثم نصحه أن يعود من حيث جاء.. فقفل أبو سفيان إلى قومه، يخبرهم بما لقي من صدود.

وأمر النبيّ صلى الله عليه وسلم النّاس أن يتجهزوا، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، وأوصاهم بالجد والبدار. وقال: «اللهمّ خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها


(١) ضعيف، رواه ابن هشام: ٢/ ٢٦٥؛ وابن جرير: ٢/ ٣٢٤- ٣٢٥، عن ابن إسحاق بدون إسناد، ووصله الطبراني في (المعجم الصغير) ، ص ٢٠٢، وكذا في الكبير من حديث ميمونة بنت الحارث رضي الله تعالى عنها بإسناد ضعيف.
(٢) ضعيف، رواه ابن إسحاق بدون إسناد، كما في سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٦٥؛ وابن جرير: ٢/ ٣٢٥- ٣٢٦.

<<  <   >  >>