للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله في غزاة خيبر، وأنا سادسة ستّ نسوة، قالت: فبلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّ معه نساء، فأرسل إلينا فدعانا. قال: فرأينا في وجهه الغضب، قال: «ما أخرجكنّ؟

وبأمر من خرجتنّ؟» قلنا: خرجنا نناول السّهام، ونسقي السويق، ومعنا دواء للجرحى، ونغزل الشعر، فنعين به في سبيل الله. قال: «فانصرفن» .

قالت: فلمّا فتح الله عليه خيبر، أخرج لنا سهاما كسهام الرجال. فقلت لها: يا جدّة! ما الذي أخرج لكنّ؟ قالت: تمرا «١» .

ويرى ابن كثير أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاهنّ من ثمرات الأرض كالرجال، فأما أنّه أسهم لهنّ في الأرض نفسها كالرّجال فلا. وهذا حق.

وفي حديث أبي داود أنّ نسوة من بني غفار قلن: يا رسول الله! قد أردنا أن نخرج معك في وجهك هذا- وهو يسير إلى خيبر- نداوي الجرحى، ونعين المسلمين ما استطعنا. فقال: «على بركة الله» «٢» .

[[أحداث ما بعد المعركة] :]

وكانت صفية بنت حيي بن أخطب زعيم اليهود بين من أسرن من نساء خيبر، وقعت في يد أحد الصحابة، فاستردّها منه الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أعتقها، وبنى بها، وجعل مهرها عتقها «٣» .

فلمّا اطمأنّ به المقام، أهدت له امرأة سلّام بن مشكم شاة مشويّة مسموته، وأكثرت من السمّ في ذراع الشاة، لما عرفته أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يؤثرها.

وقد تناول النبيّ صلى الله عليه وسلم مضغة منها، فلاكها، ثم لفظها، وهو يقول: «إنّ هذا العظم ليخبرني أنّه مسموم» ، وكان معه (بشر بن البراء) فأساغ اللحم وازدرده.

وجيء بالمرأة الجانية، فاعترفت بما صنعت، وقالت للنبيّ صلى الله عليه وسلم: بلغت من


(١) ضعيف، وهو في المسند: ٦/ ٣٧١؛ وكذا أبو داود: ١/ ٤٢٩؛ وعلّته حشرج هذا، فإنّه لا يعرف كما قال الذهبي، وأشار لذلك الحافظ في التقريب، وسكت عن الحديث في (الفتح) : ٦/ ٥٩- ٦٠.
(٢) ضعيف أخرجه أبو داود: ١/ ٥١؛ وأحمد: ٦/ ٣٨٠؛ وابن هشام: ٢/ ٢٤٣، كلّهم من طريق ابن إسحاق بإسناده عن امرأة من بني غفار، وفيه أمية بنت أبي الصلت لا يعرف حالها كما قال الحافظ.
(٣) حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم عن أنس.

<<  <   >  >>