من الخزرج أراد الله بهم خيرا، فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن أشياخ من قومه قالوا: لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم: «من أنتم؟» قالوا: نفر من الخزرج، قال:«من موالي يهود؟» قالوا: نعم، قال:«أفلا تجلسون أكلمكم؟» قالوا: بلى! فجلسوا معه فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القران ...
قال: فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدّقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا له: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك!! ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم، قد آمنوا وصدقوا «١» .
كان أولئك النفر طليعة الدعاية الموفقة للإسلام في يثرب، وقد أثمرات جهودهم على عجل، فلم تبق دار إلّا دخلها الإسلام.
حتى إذا استدار العام، وأقبل موسم الحج، خرج من المدينة اثنا عشر رجلا من الذين أسلموا- فيهم الستة الذين كلّمهم النبي صلى الله عليه وسلم في الموسم السابق- وعزموا على الاجتماع برسول الله صلى الله عليه وسلم ليوثقوا معه إسلامهم.