وقد استوقف الأمر ب قالَ نظر العلماء؛ إنه تعليم من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ وتعليم من الرسول للناس، وقد سيقت بعد هذا الأمر الأقوال التي تضمّنت ما شاء الله من النصائح والعظات والأحكام.
فعند ما أحبّ المشركون- على عادتهم- أن ينقلوا ميدان الجدل من حقيقة الدين، إلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه؛ نزلت الايات:
فانظر كيف يستخلص اللّباب وسط غبار الجدل! ما يجديكم تنقّص الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه؟ فكّروا في أنفسكم كيف أهلكتها الخرافات، وشردت بها عن الجادة! إنه ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه تفكير في أنفسهم وحظوظها، إنهم دعاة للرحمن، آمنوا به، وتوكّلوا عليه فإن شئتم فالطريق إلى الرحمن ميسرة.
وليس من الضروري أن يقع سؤال ما لتأتي الإجابة عليه من لدن الله قالَ!! فربما يجيء السياق على هذا النحو ابتداء عند عرض أصول الدعوة وادابها، وتكون الغاية منه التعريف بالإسلام ونبيّه تعريفا مشبعا مقنعا، يستأصل الرّيب قبل أن تولد:
فالخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم هنا يتضمّن أمرا إلى كل حيّ وجد في عهده، أو يوجد من بعده: أن يتدبّر- بعقله- ما يلقى إليه، وأن يحكم- بضميره- على مدى صحته وإخلاصه.
فإذا تعلّق بقلبه إيمان فهو إيمان بربّ كل شيء، وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم ينتهي عند هذا الحدّ، عند وصل العقول والقلوب ببارئها، وإيضاح الصراط المستقيم لها، وعلى كلّ إنسان تحمّل تبعته في فعل الخير أو الشرّ بعد ذلك.
فليس الرسول صلى الله عليه وسلم وسيطا يحمل لك خيرا قدمته، ولا قربانا يحمل عنك