للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رسول الله، وايم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أذكر ما قلت لرسول الله وأسأله، وو الله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه. فلمّا جاءت النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله! إنّ عمر قال كذا وكذا، قال: «فما قلت له؟» قالت: كذا وكذا. قال: «ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم- أهل السفينة- هجرتان «١» » .

ولم يمض كبير وقت على أولئك العائدين، حتى اكتسبوا ما فاتهم من علم بالقران والسنّة، وانتظموا في مواكب الجهاد مع من سبقوهم بإحسان.

وقد أشركهم النبي صلى الله عليه وسلم في مغانم خيبر «٢» مع أهل الحديبية «٣» ولم يقسم لأحد غيرهم معهم. فإنّ الله جعل خيبر مكافأة سخية لمن ساروا إلى مكة، وبايعوا على الموت تحت شجرة الرضوان.


(١) حديث صحيح، أخرجه الشيخان في صحيحيهما.
(٢) حديث صحيح، أخرجه البخاري: ٨/ ٣٩٢، من حديث أبي موسى.
(٣) حديث حسن، أخرجه أبو داود في سننه: ٢/ ٤٠؛ والحاكم: ٢/ ١٣١؛ والبيهقي: ٦/ ٣٢٥؛ وأحمد: ٣/ ٤٢٠، من حديث مجمع بن جارية: أنّ خيبر قسمت على أهل الحديبية، لم يدخل معهم فيها أحد ... وقال الحاكم: «صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي، وله شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه الطيالسي: ٢/ ١٠٥؛ والبيهقي: ٦/ ٣٣٤، وسنده حسن في الشواهد، وقد قال ابن إسحاق في (سيرة ابن هشام: ٢/ ٢٤٦) : «وقسمت خيبر على أهل الحديبية، من شهد خيبر ومن غاب عنها، ولم يغب عنها إلا جابر بن عبد الله..» .

<<  <   >  >>