وذكر ابن حزم في الإحكام (٧/ ٤٥٣) أنَّ رواته ثقات وأعله بالإرسال. فالأثر فيه علتان علة في السند وعلة في المتن. علة السند: تقدم أنَّ رواية: ١: ثور بن زيد مضطربة من جهة السند ورواية وبرة الكلبي ضعيفة لأجل أسامة بن زيد وكذلك أعلها بعضهم بوبرة حيث لم يوثق. ٢: رواية محارب بن دثار رواتها ثقات لكنها مرسلة وهي واردة في من تأول من الصحابة ﵁ فشرب الخمر وليس فيها موطن الشاهد ومثلها رواية الشعبي. علة المتن: ١: بعض الروايات أنَّ المشاورة بعد أن كثر شرب الخمر وفي بعضها في قصة من تأول من الصحابة ﵃. ٢: بعض الروايات أنَّ الذي أشار هو علي ﵁ وفي بعضها أنَّ الذي أشار هو عبد الرحمن بن عوف ﵁. ٣: بعض الروايات فيها ذكر موطن الشاهد وبعضها لم يذكر. ٤: قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (٤/ ١٤٢) رواه عبد الرزاق عن معمر، عن أيوب، عن عكرمة، لم يذكر ابن عباس ﵄ وفي صحبته [هكذا في نسختي ولعل الصواب صحته] نظر لما ثبت في «الصحيحين» [البخاري (٦٧٧٣) (٦٧٧٦)، ومسلم (١٧٠٦)، واللفظ له] عن أنس ﵁: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ، وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ ﵁ أَرْبَعِينَ، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ ﵁ اسْتَشَارَ النَّاسَ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [بن عوف]﵁: أَخَفُّ الْحُدُودِ ثَمَانُونَ، فَأَمَرَ بِهِ عُمَرُ ﵁. ولا يقال يحتمل أن يكون عبد الرحمن وعلي ﵄ أشارا بذلك جميعًا؛ لما ثبت في «صحيح مسلم» [(١٧٠٧)] عن علي ﵁ في جلد الوليد بن عقبة أنَّه جلده أربعين، قال: «جَلَدَ النَّبِيُّ ﷺ أَرْبَعِينَ وَجَلَدَ أَبُو بَكْرٍ أَرْبَعِينَ ﵁ وَعُمَرُ ﵁ ثَمَانِينَ وَكُلٌّ سُنَّةٌ وَهَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ»، فلو كان هو المشير بالثمانين ما أضافها إلى عمر ﵁، ولم يعمل بها، لكن يمكن أن يقال: إنَّه قال لعمر ﵁ باجتهاد، ثم تغير اجتهاده. فالأثر مضطرب سندًا ومتنًا وموطن الشاهد منه ضعيف، فالروايات الثلاث الأول مضطربة والرابعة فيها علتان ورواية محارب والشعبي على إرسالهما أصح وليس فيهما موطن الشاهد والله أعلم. =