للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمتولد عن الغضب غير منسوب إلى اختياره ورضاه به (١) ومعلوم أنَّ الغضب لم يزل عقل موسى فإذا لم يؤاخذ موسى على ما صدر منه بسبب الغضب فكذلك المطلق.

الدليل الثاني: قوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: ٢٠٠].

وجه الاستدلال: ما يتكلم به الغضبان في حال شدة غضبه من الطلاق من الشيطان فإنَّه يلجئه إلى أن يقول ما لم يكن مختارًا له فما يضاف إلى الشيطان مما يكرهه العبد ولا يحبه فلا يؤاخذ به الإنسان كالوسوسة فلا يقع طلاقه (٢).

الرد من وجهين:

الأول: يؤاخذ العبد بأقواله وأفعاله التي من تسويل الشيطان فكم من عاصٍ يكره المعصية القولية أو الفعلية ويتوب منها ثم يعود لها بسبب الشيطان ولا يعذر بذلك.

الثاني: الوسوسة من حديث النفس وهو معفوٌ عنه فلو حدث نفسه بالطلاق لم يقع وتقدم (٣)

الدليل الثالث: قوله تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٢٥].

وجه الاستدلال: جعل الله سبب المؤاخذة كسب القلب وكسبه هو إرادته وقصده ومن جرى على لسانه الكلام من غير قصد واختيار بل لشدة غضب أو سكر أو غير ذلك لم يكن من كسب قلبه فلا يؤاخذ به ولا يترتب عليه حكم ومن ذلك الطلاق (٤).

الرد من وجوه:

الأول: يفرق بين ما يتعلق بحق الخالق وحق المخلوق فالكفارة حق للخالق بخلاف الطلاق فهو خاص بالزوجة.


(١) انظر: إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ص: (٣٤).
(٢) انظر: إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ص: (٣٥، ٥٢).
(٣) انظر: (ص: ١٦).
(٤) انظر: إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ص: (٤٦).

<<  <   >  >>