للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الاستدلال: اعتقد كعب بن زهير أنَّ زوجته بانت منه بإسلامه وأقر بذلك فأخبره النبي بأنَّها لم تبن (١).

الرد: من وجوه:

الأول: الحديث ضعيف قال الشوكاني: قال العراقي: هذه القصيدة قد رويناها من طرق لا يصح منها شيء وذكرها ابن إسحاق بسند منقطع (٢).

الجواب: الحديث ثابت بمجموعه والله أعلم.

الثاني: سعاد امرأة يهواها حقيقة أو ادعاءً وليست زوجته (٣) ويدل لذلك قوله:


= ٤: الزبير بن بكار [معجم الصحابة لابن قانع (٩٢٩)] عن بعض أهل المدينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب. مرسل رواته ثقات عدا المبهم. وفي متنه بعض النكارة لكن أصل القصة محفوظ.
٥: الفاكهي في أخبار مكة (٦٣٤) حدثني أحمد بن محمد القرشي وابن دَيْزِيل في جزئه (١٦) قالا حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثني معن بن عيسى حدثني محمد بن عبد الرحمن الأوقص عن ابن جدعان. مرسل إسناده ضعيف.
ورواه الحاكم (٣/ ٥٨٢) حدثنا القاضي [عبد الرحمن بن الحسن] ثنا إبراهيم بن الحسين به
علي بن زيد بن جدعان ضعيف. ومحمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي الأوقص ضعيف قال العقيلي: يخالف في حديثه. وقال أبو القاسم بن عساكر: ضعيف.
من خلال ما تقدم يتبين أنَّ الموصول ضعيف لكن الطرق الثلاثة الأولى ليس فيها ضعف سوى الإرسال ومعلوم أنَّ هذه المراسيل يقوي بعضها بعضًا كيف لا والقصة مشتهرة تلقاها أهل العلم على اختلاف تخصصهم بالقبول وشرح القصيدة أئمة من أهل العلم واستشهدوا بها فشهرة القصة عند بعض أهل العلم تغني عن صحة الإسناد. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول ص: (١٤٣): ما يشتهر عند هؤلاء مثل الزهري وابن عقبة وابن إسحاق والواقدي والأموي وغيرهم أكثر ما فيه أنَّه مرسل والمرسل إذا روى من جهات مختلفة لا سيما ممن له عناية بهذا الأمر ويتبع له كان كالمسند بل بعض ما يشتهر عند أهل المغازي ويستفيض أقوى مما يروى بالإسناد الواحد.
فالذي يترجح لي صحة إنشاد كعب بن زهير قصيدة بانت سعاد بحضرة النبي في المسجد والله أعلم.
(١) انظر: الإنصاف (٨/ ٤٢٧)، والزواجر عن اقتراف الكبائر (٢/ ٢١٢).
(٢) انظر: نيل الأوطار (٢/ ١٥٩).
(٣) بوب عليه البيهقي في سننه (١٠/ ٢٤٣) باب: من شبب فلم يسم أحدًا، لم ترد شهادته.
وانظر: شرح قصيدة بانت سعاد لابن هشام ص: (٨)، ولابن حجة الحموي ص: (٢٧).

<<  <   >  >>