كتاب شروط الطلاق - الزومان

إذا أسلم أحد الزوجين بعد الدخول والزوجة ليست كتابية - القول الثاني يفرق بينهما إذا لم يسلم الآخر - ص: 328

الدليل الأول: روي عن عمر ﵁ أنَّ نصرانيًا أسلمت امرأته فأبى أن يسلم ففرق بينهما عمر» (١).

الرد من وجوه:

الأول: الأثر لا يصح ولم يفرق رسول الله ﷺ بين رجل وامرأته أسلم أحدهما قبل الآخر أصلًا، ولا في موضع واحد (٢).

الثاني: على فرض صحته لا يدل على تعجل الفرقة بنفس الإسلام، فيحتمل أنَّه لم يكن دخل فيها، أو فرق بينهما بعد انقضاء العدة، أو اختارت الفسخ دون انتظار

---

(١) الأثر رواه:
١: سعيد بن منصور (١٩٧٤) (٢/ ٧١) قال: نا خالد بن عبد الله، وابن أبي شيبة (٥/ ٩١) انا عباد بن العوام يرويانه عن الشيباني، عن السفاح، عن داود بن كُرْدُوس، أنَّ امرأة من بني تميم كانت تحت رجل من بني تغلب فأسلمت، فقال عمر ﵁: «إِمَّا أَنْ تُسْلِمَ، وَإِمَّا أَنْ نَنْزِعَهَا عَنْكَ» فَقَالَ: لَا تُحَدِّثُ الْعَرَبُ أَنِّي أَسْلَمْتُ لِبُضْعِ امْرَأَةٍ، فَنَزَعَهَا مِنْهُ» إسناده ضعيف.
داود بن كُرْدُوس ذكره ابن حبان في ثقاته وذكر البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وقال الأزدي وابن حزم والذهبي مجهول.
والسفاح بن مطر الشيباني يروي عن داود بن كُرْدُوس ذكره ابن حبان في ثقاته وذكر البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وقال ابن حزم مجهول.
٢: عبد الرزاق (١٢٦٥٥) قال: أخبرنا الثوري، عن سليمان الشيباني، قال: أنبأني ابن المرأة التي فرق بينهما عمر ﵁، حين عرض عليه الإسلام، فأبى «ففَرَّقَ بينَهُما» إسناده ضعيف.
ابن المرأة مجهول وسليمان بن أبي سليمان الشيباني ثقة لكنَّه اضطرب فيه فتارة يرويه عن السفاح بن مطر وتارة عن ابن المرأة وتارة عن يزيد بن علقمة
٣: البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢١٢) قال لي ابن خليل (نا) علي بن مسهر عن الشيباني عن سفاح بن مطر عن داود بن كُرْدُوسٍ التغلبي أنَّ عبادة بن النعمان بن زرعة أسلمت امرأته فأبى ففرق بينهما عمر ﵁ إسناده ضعيف.
٤: البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢١٢) (نا) أبو الوليد (نا) شعبة عن الشيباني سمع يزيد بن علقمة أنَّ جده وجدته كانا نصرانيين مثله، إسناده ضعيف.
يزيد بن علقمة ذكره ابن حبان في ثقاته وذكره البخاري في الكبير وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا وقال ابن حزم مجهول.
قال ابن حزم في المحلى (٧/ ٣١٣) لا يصح عنه … والسفاح، وداود بن كُرْدُوس مجهولان. وكذلك يزيد بن علقمة.
(٢) انظر: أحكام أهل الذمة (١/ ٣٢٣).