للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لِآلِ ذِي الْكَلَاعِ أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بِأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبِدَتْ».
فروى البخاري هذين الحديثين بهذا الإسناد وهو إسناد ضعيف لأنَّ عطاء هو الخراساني وهو متكلم فيه من جهة حفظه ولم يسمع من ابن عباس فهو منقطع.
قال أبو علي الغساني في التنبيه على الأوهام الواقعة في المسند الصحيح للبخاري ص: (١٨٩ - ١٩٠) قال أبو مسعود الدمشقي ثبت هذا الحديث والذى قبله في تفسير ابن جريج عن عطاء الخراساني وإنَّما أخذ هذا الكتاب من ابنه ونظر فيه يعني ابن جريج أخذه من ابن عطاء الخراساني قال أبو علي: وهذا التنبيه بديع من أبي مسعود روينا عن صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني قال سمعت هشام بن يوسف يقول قال لي ابن جريج سألت عطاء عن التفسير من البقرة وآل عمران ثم قال أعفني من هذا قال هشام فكان بعد إذا قال عطاء عن ابن عباس قال الخراساني قال هشام فكتبنا ما كتبنا ثم مللنا يعني ما كتبنا أنَّه عطاء الخراساني قال علي بن المديني وإنَّما كتبت أنا هذه القصة أنَّ محمد بن ثور كان يجعلها عطاء عن ابن عباس فظن الذين حملوها عنه أنَّه عطاء بن أبي رباح وعن صالح ابن أحمد بن حنبل قال علي بن المديني قال سألت يحيى يعني القطان عن أحاديث ابن جريج عن عطاء الخراساني فقال ضعيفة فقلت ليحيى إنَّه يقول أخبرنا قال لا شيء كله ضعيف إنَّما هو كتاب دفعه إليه.
وقد جاء التصريح بأنَّه عطاء بن مسلم الخراساني في رواية عبد الرزاق في تفسيره (٣٣٤١) عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس مثله إلا أنَّه قال: «صَارَتِ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَبِ». وتقدم امتناع عطاء بن أبي رباح تحديث ابن جريج في التفسير.
قال الحافظ ابن حجر: في الفتح (١/ ٣٧٦)، وما ذكره أبو مسعود من التعقب قد سبقه إليه الإسماعيلي. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٦/ ١٤١) قيل: إنَّ الذي في تفسير سورة نوح من (صحيح البخاري) هو عطاء الخراساني، وليس بجيد، بل هو عطاء بن أبي رباح فعلى هذا لا شيء. وذهب إلى أنَّ عطاءً هو الخراساني المزي في تحفة الأشراف (٥/ ٨٩٩٠، ١٠٣)، وابن التركماني في الجوهر النقي بهامش سنن البيهقي (٧/ ١٨٧).
والحافظ ابن حجر متردد فقال: في الفتح (١/ ٣٧٦) ليس بقاطع في أنَّ عطاءً المذكور هو الخراساني فإنَّ ثبوتهما في تفسيره لا يمنع أن يكونا عند عطاء بن أبي رباح أيضًا فيحتمل أن يكون هذان الحديثان عن عطاء بن أبي رباح وعطاء الخراساني جميعًا والله أعلم فهذا جواب إقناعي وهذا عندي من المواضع العقيمة عن الجواب السديد ولا بد للجواد من كبوة والله المستعان. =

<<  <   >  >>