للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا أنعم فليس هو بمنعم حقيقة، ونشكُّ في استحقاقه الشكر، وعلى فرض استحقاقه الشكر نجهل صفة الشكر الذي يستحقُّه؟

وقد علَّمنا الله تعالى أن نؤمن بوجود الملائكة، وأنهم عباد مكرمون مطهَّرون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، وأن نسلِّم عليهم، قال تعالى {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: ٥٩]، وهم من عباده الذين اصطفى، وعلَّمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول أحدنا في صلاته: «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»، وقال: «فإنه إذا قال ذلك أصاب كلَّ عبد صالح في السماء والأرض» (١).

وأعلمنا الله عزَّ وجلَّ أنَّ الملائكة يحبون مَن يطيع ربهم عزَّ وجلَّ ويعبده ويفعل الخير {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ} [غافر: ٧]، وقد مرَّت الآية في أوَّل الجواب، وأنهم يبغضون من يعصي ربهم، {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: ٣٠]، وقد تقدَّم الكلام على هذه الآية (٢).

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، قال النبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح» (٣).


(١) البخاريّ، كتاب الأذان، باب التشهُّد في الآخرة، ١/ ١٦٦، ح ٨٣١. ومسلم، كتاب الصلاة، باب التشهُّد في الصلاة، ٢/ ١٣، ح ٤٠٢. [المؤلف]
(٢) انظر ص ٣٦٣.
(٣) البخاريّ، كتاب النكاح، بابٌ إذا باتت المرأة مهاجرةً فراش زوجها، ٧/ ٣٠، ح ٥١٩٣. مسلم، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، ٤/ ١٥٧، ح ١٤٣٦. [المؤلف]