وإن أراد أنه سمع من أبِي معشر التفسير بأثقل فهذا دال على أنه عرض الكتاب على بعض كبار اصحاب البخاري لمزيد تثبت وضبط.قَالَ القاضي عِيَاض رحمه الله: كَذَا فِي جَمِيع النُّسَخ " أَتْقَنَ " بِمُثَنَّاةٍ وَقَاف وَنُون، وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصَّوَاب أَثْقَلَ بِمُثَلَّثَةٍ، وهو الصواب، وكذا رده الاصِيلِيُّ وقَالَ: في كتاب الفربري أتقن وهو خطأ.قلت: قد تبرأ الفربري من معرته، فقد يكون تصحف عليه فِي كِتَابِه، والله أعلم.قَالَ الحافظ: قَوْله: (وَيُرْوَى أَثْقَلَ وَهُوَ أَصَحّ مِنْ أَتْقَنَ) كَذَا وَقَعَ فِي رِوَاية الْمُسْتَمْلِيّ وَزَادَ فِيهِ قَالَ الْفَرْبَرِيّ سَمِعْت أَبَا مَعْشَر يَقُول (أَنْقَضَ ظَهْرَك): أَثْقَلَ، وَوَقَعَ فِي الْكِتَاب خَطَأ.ثم قَالَ: وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْفِرْيَابِيُّ مِنْ طَرِيق مُجَاهِد بِلَفْظِ: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَك)، قَالَ: أَثْقَلَ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب، تَقُول الْعَرَب أَنْقَضَ الْحِمْل ظَهْرَ النَّاقَة إِذَا أَثْقَلَهَا وَهُوَ مَأْخُوذ مِنْ النَّقِيض وَهُوَ الصَّوْت وَمِنْهُ سَمِعْت نَقِيض الرَّحْل أَيْ صَرِيره أهـ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute