للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: ٥].

قال القرطبي: (وإياك نستعين: أي: نطلب العون والتأييد والتوفيق) (١).

وقال الشنقيطي: (وإياك نستعين: أي: لا نطلب العون إلا منك وحدك ; لأن الأمر كله بيدك وحدك) (٢).

- وقوله عز وجل: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:١٠٣].

قال أبو جعفر الطبري: (يعني بذلك جل ثناؤه: وتعلقوا بأسباب الله جميعًا. يريد بذلك تعالى ذكره: وتمسكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم، من الألفة والاجتماع على كلمة الحق، والتسليم لأمر الله) (٣).

وقال السعدي: (فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى) (٤).

- وقوله: وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي [طه: ٢٩ - ٣٢].

قال مقاتل بن سليمان: (اشدد به أزري: يقول اشدد به ظهري وليكون عونا لي وأشركه في أمري الذي أمرتني به، يتعظون لأمرنا ونتعاون كلانا جميعا) (٥).

وقال أبو جعفر الطبري: (قو ظهري، وأعني به) (٦).

وقال السعدي: (علم عليه الصلاة والسلام أن مدار العبادات كلها والدين على ذكر الله فسأل الله أن يجعل أخاه معه يتساعدان ويتعاونان على البر والتقوى فيكثر منهما ذكر الله من التسبيح والتهليل وغيره من أنواع العبادات) (٧).

وقال المراغي: (أي أحكم به قوتي، واجعله شريكي في أمر الرسالة حتى نتعاون على أدائها على الوجه الذي يؤدي إلى أحسن الغايات، ويوصل إلى الغرض على أجمل السبل) (٨).

الترغيب والحث على التعاون من السنة النبوية:

- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) (٩).

قال ابن بطال: (تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا في أمور الدنيا والآخرة مندوب إليه بهذا الحديث) (١٠).

وقال ابن حجر: (قال ابن بطال: المعاونة في أمور الآخرة، وكذا في الأمور المباحة من الدنيا مندوب إليها) (١١).

وقال أبو الفرج ابن الجوزي: (ظاهره الإخبار ومعناه الأمر، وهو تحريض على التعاون) (١٢).

- وعن ابن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلمٍ كربةً، فرج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)) (١٣).


(١) ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (١/ ١٤٥).
(٢) ((أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن)) للشنقيطي (١/ ٧).
(٣) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (٥/ ٦٤٣).
(٤) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (ص١٤١).
(٥) ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (٣/ ٢٦).
(٦) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (١٦/ ٥٥).
(٧) ((تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)) للسعدي (ص٥٠٤).
(٨) ((تفسير المراغي)) (١٦/ ١٠٧).
(٩) رواه البخاري (٤٨١) ومسلم (٢٥٨٥)
(١٠) ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (٩/ ٢٢٧).
(١١) ((فتح الباري)) (١٠/ ٤٥٠).
(١٢) ((كشف المشكل من حديث الصحيحين)) لابن الجوزي (١/ ٤٠٥).
(١٣) رواه البخاري (٢٤٤٢) ومسلم (٢٥٨٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>