للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه أنه سمع النّبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((ألا أخبركم بأهل الجنّة؟ قالوا: بلى. قال صلّى الله عليه وسلّم: كل ضعيف متضعّف لو أقسم على الله لأبره. ثم قال: ألا أخبركم بأهل النّار؟ قالوا: بلى. قال: كل عتل جواظ مستكبر)) (١).

قال القاضي عياض: (وقوله: في أهل الجنة: كل ضعيف متضعف ... هو صفة نفي الكبرياء والجبروت التي هي صفة أهل النار، ومدح التواضع والخمول والتذلل لله عز وجل وحض عليه) (٢).

- عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((ابغوني في ضعفائكم، فإنّما ترزقون وتنصرون بضعفائكم)) (٣).

قال الطيبي في معنى الحديث: (وفيه نهي عن مخالطة الأغنياء وتحذير من التكبر على الفقراء والمحافظة على جبر خواطرهم، ولهذا قال لقمان لابنه: لا تحقرن أحدا لخلقان ثيابه فإن ربك وربه واحد.

وقال ابن معاذ: (حبك الفقراء من أخلاق المرسلين وإيثارك مجالستهم من علامات الصالحين وفرارك منهم من علامات المنافقين). (٤).


(١) رواه البخاري (٤٩١٨)، ومسلم (٢٨٥٣) من حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه.
(٢) ((إكمال المعلم شرح صحيح مسلم)) للقاضي عياض (٨/ ٣٨٣).
(٣) رواه أبو داود (٢٥٩٤)، والترمذي (١٧٠٢)، وابن حبان (١١/ ٨٥) (٤٧٦٧) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح. وحسن إسناده البزار في ((البحر الزخار)) (١٠/ ٧٥)، والنووي في ((الخلاصة)) (٢/ ٨٧٣).
(٤) ((فيض القدير شرح الجامع الصغير)) (١/ ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>