للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وعن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب قال وكان أحبهما إليه عمر)) (١).

- وعن محمد بن إسحاق قال: (فلما قدم عبد الله بن أبي ربيعة، وعمرو بن العاص، على قريش ولم يدركوا ما طلبوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وردهم النجاشي بما يكرهون، أسلم عمر بن الخطاب، وكان رجلا ذا شكيمة، لا يرام ما وراء ظهره، امتنع به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحمزة بن عبد المطلب، حتى غزا قريشا، فكان عبد الله بن مسعود يقول: ما كنا نقدر على أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه، وكان إسلام عمر بعد خروج من خرج من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة) (٢).

شجاعة علي رضي الله عنه:

- عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه (( ... قال: فلما قدمنا خيبر قال خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:

قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب ... أقبلت تلهب

قال: وبرز له عمي عامر فقال:

قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر

قال فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه.

قال سلمة فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقولون بطل عمل عامر قتل نفسه قال فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا أبكي فقلت يا رسول الله بطل عمل عامر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قال ذلك. قال قلت ناس من أصحابك. قال كذب من قال ذلك بل له أجره مرتين. ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد فقال لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله. قال فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فبسق في عينيه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال:

قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب ... أقبلت تلهب

فقال علي:

أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع ... كيل السندره

قال فضرب رأس مرحب فقتله ثم كان الفتح على يديه.)) (٣).

شجاعة الزبير رضي الله عنه:

- عن عمرو بن دينار قال كان يقال: (أشجع الناس الزبير وأبسلهم علي رضي الله عنهما والباسل فوق الشجاع) (٤).

- وعن هشام بن عروة، عن أبيه، (أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للزبير يوم اليرموك ألا تشد فنشد معك فقال إني إن شددت كذبتم فقالوا لا نفعل فحمل عليهم حتى شق صفوفهم فجاوزهم وما معه أحد ثم رجع مقبلا فأخذوا بلجامه فضربوه ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة كنت أدخل أصابعي في تلك الضربات ألعب وأنا صغير قال عروة، وكان معه عبد الله بن الزبير يومئذ وهو ابن عشر سنين فحمله على فرس وكل به رجلا) (٥).


(١) رواه الترمذي (٣٦٨١)، وأحمد (٢/ ٩٥) (٥٦٩٦). قال الترمذي: حسن صحيح غريب. وصححه ابن حبان كما في ((المقاصد الحسنة)) (١١٣)، وصحح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (٨/ ٦٠).
(٢) رواه أحمد في ((فضائل الصحابة)) (١/ ٢٧٨).
(٣) رواه مسلم (١٨٠٧).
(٤) ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص ٥٧).
(٥) رواه البخاري (٣٩٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>