للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وعن عبد الله بن الزبير قال: ((كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين، أو ثلاثا فلما رجعت قلت يا أبت رأيتك تختلف قال أو هل رأيتني يا بني قلت نعم، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال فداك أبي وأمي)) (١).

شجاعة خالد بن الوليد رضي الله عنه:

قال خالد بن الوليد: (لقد رأيتني يوم مؤتة تقطعت في يدي تسعة أسياف وصيرت في يدي صفيحة لي يمانية) (٢).

ولما احتضر قال: (لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي شيء أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس بترسي والسماء تهلبني ننتظر الصبح حتى نغير على الكفار ثم قال إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوها عدة في سبيل الله عز وجل) (٣).

شجاعة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:

عن عامر بن سعد عن أبيه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه قال كان رجل من المشركين قد خرق المسلمين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد ارم فداك أبي وأمي قال فنزعت بسهم لي فيه نصل فأصبت جنبه فوقع وانكشفت عوراته فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه)) (٤).

نماذج أخرى من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم:

- فعن إياس بن سلمة قال: حدثني أبى قال: ((قدمنا الحديبية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها - قال - فقعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على جبا الركية فإما دعا وإما بسق فيها - قال - فجاشت فسقينا واستقينا. قال ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعانا للبيعة في أصل الشجرة. قال فبايعته أول الناس ثم بايع وبايع حتى إذا كان في وسط من الناس قال بايع يا سلمة. قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس قال وأيضا. قال ورآني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عزلا - يعني ليس معه سلاح - قال فأعطاني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حجفة أو درقة ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال ألا تبايعني يا سلمة.

قال قلت قد بايعتك يا رسول الله في أول الناس وفي أوسط الناس قال وأيضا. قال فبايعته الثالثة ثم قال لي يا سلمة أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك. قال قلت يا رسول الله لقيني عمي عامر عزلا فأعطيته إياها - قال - فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال إنك كالذي قال الأول اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من نفسي. ثم إن المشركين راسلونا الصلح حتى مشى بعضنا في بعض واصطلحنا. قال وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أسقي فرسه وأحسه وأخدمه وآكل من طعامه وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قال فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة واختلط بعضنا ببعض أتيت شجرة فكسحت شوكها فاضطجعت في أصلها - قال - فأتاني أربعة من المشركين من أهل مكة فجعلوا يقعون في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأبغضتهم فتحولت إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي يا للمهاجرين قتل ابن زنيم. قال فاخترطت سيفي ثم شددت على أولئك الأربعة وهم رقود فأخذت سلاحهم. فجعلته ضغثا في يدي قال ثم قلت والذي كرم وجه محمد لا يرفع أحد منكم رأسه إلا ضربت الذي فيه عيناه.


(١) رواه البخاري (٣٧٢٠).
(٢) ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص ٦١).
(٣) ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص ٦٢).
(٤) ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (ص ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>