للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا ضنَّ الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله، سلط الله عليهم ذلاً لا يرفعه حتى يراجعوا دينهم)) (١).

١٠. إيذاء الصالحين واحتقارهم:

قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات:١٣].

وقال تعالى: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم:٣٢].

قال المناوي: (فينبغي للإنسان أن لا يحتقر أحدا فربما كان المحتقر أطهر قلبا وأزكى عملا وأخلص نية فإن احتقار عباد الله يورث الخسران ويورث الذل والهوان) (٢).

١١. سؤال الناس والتطلع لما في أيديهم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه)) (٣). وفي رواية لأحمد ((فيكف الله بها وجهه)) (٤).

قال ابن حجر: (فيه الحض على التعفف عن المسألة والتنزه عنها ولو امتهن المرء نفسه في طلب الرزق وارتكب المشقة في ذلك ولولا قبح المسألة في نظر الشرع لم يفضل ذلك عليها وذلك لما يدخل على السائل من ذل السؤال ومن ذل الرد إذا لم يعط) (٥).

وقال ابن مفلح: (أولى الناس بحفظ المال وتنمية اليسير منه والقناعة بقليله توفيرا لحفظ الدين والجاه، والسلامة من منن العوام الأراذل العالم الذي فيه دين وله أنفة من الذل) (٦).

١٢. موالاة الكافرين:

قال تعالى: الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [النساء:١٣٩].

١٣. التحزب والتفرق وتنافر القلوب:

جاءت نصوص عديدة في الشريعة تحذر من التحزب والتفرق لما لذلك من أثر سلبي من ضعف قوة المسلمين وذهاب عزهم ولحوق الذل والمهانة بهم.

قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [آل عمران:١٠٣].

وقال تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران ١٠٥].

وقال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [الأنفال: ٤٦].

١٤. الاتكالية:

الاعتماد على الغير في كل شيء يورث الإنسان ذلا ومهانة سواء حصل مراده أم لا لذا جاءت نصوص الشريعة بالحث على الاعتماد على النفس وترك السؤال لما فيه من مذلة كما في حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يأخذ أحدكم حبله، فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه)) (٧).


(١) [٣٦١٩])) رواه أحمد (٢/ ٢٨) (٤٨٢٥)، وأبو يعلى (١٠/ ٢٩) (٥٦٥٩)، والطبراني (١٢/ ٤٣٣) (١٣٥٨٥)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (٧/ ٤٣٤) (١٠٨٧١). قال الطبري في ((مسند عمر)) (١/ ١٠٨): إسناده صحيح، وصححه ابن دقيق العيد في ((الإلمام)) (٢/ ٤٩٩) كما اشترط في المقدمة، وقال ابن تيمية في ((بيان الدليل)) (١١٠): إسناده مشهور، وصحح إسناده ابن القيم في ((أعلام الموقعين)) (٣/ ١٤٣)، وقال ابن حجر في ((التلخيص الحبير)) (٣/ ٩٧٢): أصح ما ورد في ذم بيع العينة، قلت وعندي أنه معلول، لأنه لا يلزم من كون رجاله ثقات أن يكون صحيحا، وحسنه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٧٤٠)، وقال الشوكاني في ((نيل الأوطار)) (٥/ ٣١٨): له طرق يشد بعضها بعضا، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (٧/ ٢٧)، والألباني في ((التعليقات الرضية)) (٢/ ٤٠٥).
(٢) [٣٦٢٠])) ((فيض القدير)) للمناوي (٥/ ٣٨٠).
(٣) [٣٦٢١])) رواه البخاري (١٤٧١).
(٤) [٣٦٢٢])) رواه أحمد (١/ ١٦٧) (١٤٢٩).
(٥) [٣٦٢٣])) ((فتح الباري شرح صحيح البخاري)) لابن حجر (٣/ ٣٣٦)
(٦) [٣٦٢٤])) ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مفلح (١/ ٢١٩)
(٧) [٣٦٢٥])) رواه البخاري (١٤٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>