قال المناوي: (إن الأمير إذا ابتغى الريبة: أي طلب الريبة أي التهمة في الناس بنية فضائحهم أفسدهم وما أمهلهم وجاهرهم بسوء الظن فيها فيؤديهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن بهم ورموا به ففسدوا ومقصود الحديث حث الإمام على التغافل وعدم تتبع العورات فإن بذلك يقوم النظام ويحصل الانتظام والإنسان قل ما يسلم من عيبه فلو عاملهم بكل ما قالوه أو فعلوه اشتدت عليهم الأوجاع واتسع المجال بل يستر عيوبهم ويتغافل ويصفح ولا يتبع عوراتهم ولا يتجسس عليهم) (١).
أقوال السلف والعلماء في ذم سوء الظن:
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم) (٢).
- وعنه أيضاً: (ليس من العدل القضاء على الثقة بالظن) (٣).
- وقال ابن عباس: (إن الله قد حرم على المؤمن من المؤمن دمه وماله وعرضه وأن يظن به ظن السوء) (٤).
- وقال ابن مسعود: (الأمانة خير من الخاتم. والخاتم خير من ظن السوء) (٥).
- وقال سلمان الفارسي: (إني لأعد غراف قدري مخافة الظن) (٦).
- وقال ابن عطية: (كان أبو العالية يختم على بقية طعامه مخافة سوء الظن بخادمه) (٧).
- وقال القاضي عياض: (ظن السوء بالأنبياء كفر) (٨).
- وقال الغزالي: (سوء الظن غيبة بالقلب) (٩).
- وقال الخطابي: (الظن منشأ أكثر الكذب) (١٠).
- وقال إسماعيل بن أمية: (ثلاث لا يعجزن ابن آدم الطيرة وسوء الظن والحسد قال فينجيك من الطيرة ألا تعمل بها وينجيك من سوء الظن ألا تتكلم به وينجيك من الحسد ألا تبغي أخاك سوءا) (١١).
- وقال الحارث المحاسبي: (احم القلب عن سوء الظن بحسن التأويل) (١٢).
(١) ((فيض القدير شرح الجامع الصغير)) للمناوي (٢/ ٣٢٣)
(٢) ذكره الزمخشري في ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) (٣/ ٢٥٧).
(٣) ذكره الزمخشري في ((ربيع الأبرار ونصوص الأخيار)) (٣/ ٢٥٧).
(٤) ((إحياء علوم الدين)) لأبي حامد الغزالي (٢/ ١٧٧)، قال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (٢/ ٢٢١): أخرجه الحاكم في التاريخ من حديث ابن عباس دون قوله: و (عرضه)، ورجاله ثقات.
(٥) ذكره ابن عطية في ((المحرر الوجيز)) (٥/ ١٣٤). وقد رواه ابن أبي شيبة مسندا عن أبي ذر (١٣/ ٣٤١)
(٦) ذكره ابن عطية في ((المحرر الوجيز)) (٥/ ١٣٤).
(٧) ((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)) لابن عطية (٥/ ١٥١)
(٨) ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) للقاضي عياض (٧/ ٦٣)
(٩) ((إحياء علوم الدين)) لأبي حامد الغزالي (٢/ ١٧٧)
(١٠) ((عمدة القاري شرح صحيح البخاري)) لبدر الدين العيني (٢٣/ ٢٣٢)
(١١) ((غريب الحديث)) للخطابي (١/ ٨٥)
(١٢) ((رسالة المسترشدين)) للحارث المحاسبي (١/ ٨٩)
