للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الحديث ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به)) (١).

قال المناوي: (المراد نفي الإيمان الكامل وذلك لأنه يدل على قسوة قلبه وكثرة شحه وسقوط مروءته وعظيم لؤمه وخبث طويته) (٢).

٩ - الكسل والفتور:

وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الكسل كما في حديث زيد بن أرقم قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل)) (٣).

قال المناوي: (الكسل .. والفتور عن القيام بالطاعات الفرضية والنفلية الذي من ثمراته قسوة القلب) (٤).

١٠ - التعصب للرأي وكثرة الجدال:

قال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية: ٢٣].

قال الشافعي: (المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن) (٥).

قال أبو سعيد الخادمي: (أسبابها أي الفظاظة .. كثرة المجادلة والتعصب، ولزوم الظواهر، والعمل بالعرف دون الشرع) (٦).

١١ – الابتداع في الدين:

قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام: ١٥٣].

وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف: ٥].

وقال تعالى: فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [هود: ١١٢].

قال السعدي: (أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن معه، من المؤمنين، أن يستقيموا كما أمروا، فيسلكوا ما شرعه الله من الشرائع، ويعتقدوا ما أخبر الله به من العقائد الصحيحة، ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسرة، ويدوموا على ذلك، ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الاستقامة) (٧).

١٢ - ظلم الضعفاء وأكل المال الحرام وعدم التورع عن الشبهات.

١٣ - كبر النفس واحتقار الآخرين:

عن حارثة بن وهب أنه سمع النبي-صلى الله عليه وسلم- يقول: ((وأهل النار: كل جواظ عتل مستكبر) (٨).


(١) رواه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (٨/ ١٧٠)، والطبراني (١/ ٢٥٩) (٧٥١). من حديث أنس رضي الله عنه. قال الهيثمي: رواه الطبراني والبزار، وإسناد البزار حسن، وقال السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٧٧٧١): حسن، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (٥٥٠٥).
(٢) ((فيض القدير)) للمناوي (٥/ ٥٢٠).
(٣) رواه مسلم (٢٧٢٢)، والبخاري (٢٨٢٣) من طريق أنس بن مالك.
(٤) ((فيض القدير)) للمناوي (١/ ٢٧٨).
(٥) ((الاعتقاد)) للبيهقي (١/ ٢٣٩).
(٦) ((بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية)) لأبي سعيد الخادمى الحنفي (٤/ ١٥٢).
(٧) ((تيسير الكريم الرحمن)) للسعدي (١/ ٣٩٠).
(٨) رواه البخاري (٦٦٥٧)، ومسلم (٢٨٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>