للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومصاحبة الصالحين كلها خير يذكرون بالله ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويعلمون الجاهل وسبب في مغفرة الذنوب كما في حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة، فضلا يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم، حتى يملئوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، قال: فيسألهم الله عز وجل، وهو أعلم بهم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض، يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك، قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك، قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب قال: فكيف لو رأوا جنتي؟ قالوا: ويستجيرونك، قال: ومم يستجيرونني؟ قالوا: من نارك يا رب، قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، قال: فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم مما استجاروا، قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء، إنما مر فجلس معهم، قال: فيقول: وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم)) (١).

قال ابن الجوزي: (ينبغي للمنفرد لطاعة الله تعالى عن الخلق أن يجعل خلوته أنيسه، والنظر في سير السلف جليسه) (٢).

٧ – الإحسان إلى الضعفاء:

قال تعالى: وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ [القصص: ٧٧].

وفي الحديث عن أبي هريرة، أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه قال: ((إن أردت أن يلين قلبك، فأطعم المسكين، وامسح برأس اليتيم)) (٣).

قال مالك بن دينار: (المؤمن كريم في كل حالة، لا يحب أن يؤذي جاره، ولا يفتقر أحد من أقربائه. وهو والله مع ذلك غني القلب لا يملك من الدنيا شيئا، .. إن أتاه منها شيء فرقه، وإن زوي عنه كل شيء فيها لم يطلبه قال: ثم يبكي ويقول: هذا والله الكرم هذا والله الكرم) (٤).

٨ - زيارة المرضى:

عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني)) (٥).

عن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة، قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها)) (٦).

قال ابن عثيمين: (في ذلك تذكيراً للعائد بنعمة الله عليه بالصحة، لأنه إذا رأى هذا المريض، ورأى ما هو فيه من المرض، ثم رجع إلى نفسه، ورأى ما فيها من الصحة والعافية عرف قدر نعمة الله عليه بهذه العافية؛ لأن الشيء إنما يعرف بضده) (٧).

عن (مَالِكٌ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَانَ يَقُولُ لاَ تُكْثِرُوا الْكَلاَمَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِي بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ وَلَكِنْ لاَ تَعْلَمُونَ وَلاَ تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَأَنَّكُمْ أَرْبَابٌ وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَأَنَّكُمْ عَبِيدٌ فَإِنَّمَا النَّاسُ مُبْتَلًى وَمُعَافًى فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلاَءِ وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ) (٨).

٩ - الاعتبار بقصص أهل القسوة والغلظة والفظاظة.

١٠ - تجنب قراءة كتب أهل البدع والفجور.


(١) رواه مسلم (٢٦٨٩).
(٢) ((صيد الخاطر)) لابن الجوزي (١/ ٤٢٦)
(٣) رواه أحمد (٢/ ٢٦٣) (٧٥٦٦)، والبيهقي (٤/ ٦٠) (٧٣٤٥)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٣/ ٢٣٧). قال المنذري، والدمياطي في ((المتجر الرابح)) (٢٥٩)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٨/ ١٦٣)، والرباعي في ((فتح الغفار)) (٤/ ٢١٣٣): رجاله رجال الصحيح، وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع)) (١٤١٠).
(٤) ((مكارم الأخلاق)) لابن أبي الدنيا (١/ ٣٢)
(٥) رواه البخاري (٥٣٧٣).
(٦) رواه مسلم (٢٥٦٨).
(٧) ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (١/ ٤٨).
(٨) ((موطأ مالك)) (٥/ ١٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>