للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا نصٌّ في أنه يعرفه بعينه، ويرُدُّ عليه السلام.

وفي الصحيحين (١) عنه - صلى الله عليه وسلم - من وجوهٍ متعددةٍ: أنه أمر بقتلى بدر، فأُلقُوا في قَلِيب. ثم جاء حتى وقف عليهم، وناداهم بأسمائهم: "يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربُّكم حقًّا؟ فإنّي وجدتُ ما وعدني ربِّي حقًّا". فقال له عمرُ: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوامٍ (٢) قد جَيَّفوا (٣)؟ فقال: "والذي بعثني بالحقِّ ما أنتم بأسمَعَ لما أقول منهم، ولكنَّهم لا يستطيعون جوابًا".

وثبت (٤) عنه - صلى الله عليه وسلم -: أنّ الميِّت يسمع قَرْعَ نعال المشيِّعين له، إذا انصرفوا


(١) أخرجه البخاري في الجنائز (١٣٧٠) وغيره عن ابن عمر، وعنه وعن أبي طلحة في المغازي (٣٩٨٠، ٣٩٧٦). وأخرجه مسلم في كتاب الجنة من حديث عمر (٢٨٧٣) وأنس (٢٨٧٤) وأبي طلحة (٢٨٧٥).
(٢) في حاشية (ق) إشارة إلى أن في نسخة: "قوم".
(٣) جيَّف الميِّتُ: أنتن.
(٤) من "وثبت عنه" إلى "وإن لم يسمع المسلم الردّ" في (ص ١٧) نقله ابن كثير في تفسيره (٦/ ٣٢٥ - ٣٢٧) بشيء من الاختصار دون إشارة إلى ابن القيم.