للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد صحَّ في المُرابط الذي هو دون الشهيد أنه لا يُفتن (١)، فكيف بمن هو أعلى رتبةً منه ومن الشهيد؟

والأحاديث الصحيحة تردُّ هذا القول، وتُبيِّن أنَّ الصدِّيق يُسأل في قبره كما يُسأل غيرُه. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأس الصدِّيقِين، وقد قال للنبي (٢) - صلى الله عليه وسلم - لما أخبره عن سؤال الملك (٣) في القبر، فقال: وأنا على مثل حالتي هذه؟ فقال: «نعم» وذكر الحديث (٤).


(١) (ق): «لا يفتتن».
(٢) ما عدا (أ، ق، غ): «النبي»، تصحيف.
(٣) (ب، ن): «الملكين».
(٤) أخرجه أبو بكر بن أبي داود في البعث والنشور (٧) عن محمد بن إسماعيل الأحمسي، ثنا مفضل بن صالح أبو جميلة، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي شهر، عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كيف أنت إذا كنت في أربعة أذرع في ذراعين، ورأيت منكرًا ونكيرًا؟ ... » الحديث.
ومن هذا الوجه أخرجه الذهبي في الميزان (٤/ ١٦٧ ــ ١٦٨) وقال: «أبو شهم ــ ويقال: أبو شمر ــ فيه جهالة»، وقال في ترجمة أبي شهر (٤/ ٥٣٧): عن عمر، وعنه ابن أبي خالد بخبر منكر في منكر ونكير. لا يعرف، وقيل: مصحّف أبو شهم، وقيل: أبو شمر، وقيل: أبو سهيل» اهـ.
وأخرجه البيهقي في إثبات عذاب القبر (١١٨) والاعتقاد (ص ١٢٧) من طريق علي بن المديني، ثنا مفضل بن صالح، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي سهيل، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا عمر، كيف أنت إذا كنت في أربع من الأرض في ذراعين فرأيت منكرًا ونكيرًا ... » الحديث.
قال البيهقي في الاعتقاد: «غريب بهذا الإسناد، تفرّد به مفضّل هذا، وقد رويناه من وجه آخر عن ابن عباس، ومن وجه آخر صحيح عن عطاء بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا ... ».
ومفضل بن صالح هذا، قال فيه البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث. تهذيب التهذيب (١٠/ ٢٧٢).
وأما رواية عطاء المرسلة فأخرجها الحارث بن أبي أسامة (٢٨١ ــ بغية الباحث) والبيهقي في إثبات عذاب القبر (١١٦) من طريق إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب (الحديث).

قال البوصيري في إتحاف الخيرة (٢/ ٤٩٢): «مرسل ورجاله ثقات». (قالمي).