للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول: اللهم إني صائمٌ غدًا عن فلان بن فلان. ولهذا ــ والله أعلم ــ اشترطَ مَن اشترط نيةَ الفعل عن الغير قبله، ليكونَ واقعًا بالقصدِ عن الميت. فأمَّا إذا فعله لنفسه، ثم نوى أن [٩٠ أ] يجعلَ ثوابَه للغير، لم يَصِرْ للغير (١) بمجرد النية، كما لو نوى أن يَهَب أو يُعتِقَ أو يتصدَّقَ لم يحصل ذلك بمجرد النية (٢).

ومما يوضِّح ذلك أنه لو بنى مكانًا بنية (٣) أن يجعلَه مسجدًا أو مدرسةً أو سِقايةً (٤) ونحو ذلك صار وَقْفًا بفعله مع النية، ولم يحتَجْ إلى تلفظ (٥)، وكذلك لو أعطى الفقير مالاً بنية الزكاة سقطَتْ عنه الزكاة، وإن لم يتلفَّظ (٦) بها.

وكذلك لو أدَّى عن غيره دَيْنًا، حيًّا كان أو ميتًا، سقط من ذمَّته، وإن لم يقُلْ: هذا (٧) عن فلان.

فإن قيل: فهل يتعينَّ عليه تعليقُ الإهداء بأن يقول: اللهم إن كنتَ قبلتَ هذا العملَ، وأثبتَني عليه، فاجعَلْ ثوابَه لفلان؛ أم لا (٨)؟


(١) «للغير» ساقط من (ب).
(٢) «يجعل ثوابه ... النية» ساقط من (ب، ن).
(٣) (ط): «نيتُه».
(٤) (ب، ط، ج): «سقاية أو مدرسة».
(٥) (ب، ط، ج): «يحتج أن يلفظ».
(٦) (ب، ط، ج): «يلفظ».
(٧) في (ب، ج) قبل «هذا»: «اللهم»، وفي (ط): «اللهم إنّ».
(٨) «أم لا» ساقط من (ب، ج).