للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

ومما ينبغي أن يُعلَم أنَّ ما ذكرناه من شأن الروح يختلفُ بحسَب حال الأرواح، مِن (١) القوة والضعف، والكِبَر والصغر. فللروح العظيمة الكبيرة (٢) من ذلك ما ليس لمن هو دونها (٣). وأنت ترى أحكام الأرواح في الدنيا كيف تتفاوتُ أعظمَ تفاوت بحسَب تفاوت (٤) الأرواح في كيفيَّاتها، وقواها، وبِطائها (٥) وإسراعها، والمعاونة (٦) لها.

فللروح المطلَقة من أَسْر البدن وعلائقه وعوائقه مِن التصرُّف والقوة والنَّفاذ والهمَّة وسرعة الصعود إلى الله والتعلُّق بالله ما ليس للروح المَهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه. فإذا كان هذا وهي محبوسة في بدنها، فكيف إذا تجرَّدت، وفارقته، واجتمعت فيها قواها، وكانت في أصل شأنها روحًا عليِّة زكيَّة كبيرة ذات همّة عالية، فهذه لها بعد مفارقة البدن (٧) شأنٌ آخر، وفعلٌ آخر.

وقد تواترت الرُّؤيا من أصناف (٨) بني آدم على فعل الأرواح بعد موتها


(١) (ب، ط، ن، ج): «في».
(٢) «الكبيرة» ساقط من (ن).
(٣) (ن): «لمن دونها» بإسقاط «هو».
(٤) ساقط من (أ، غ).
(٥) كذا في الأصل (أ، غ). والبطاء مصدر كالبطء. وفي غيرهما: «إبطائها».
(٦) (ب، ج): «المعاوق» وهو: المانع. (ن): «العارف»، وهذا تصحيف.
(٧) (ن): «مفارقتها للبدن».
(٨) «أصناف» ساقط من (ن).