للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد ذلك فرحٌ آخر لا يُقدَّر ولا يُعبَّر عنه، تتلاشى هذه الأفراح كلُّها عنده، وإنما يكون لأهل السنَّة المصَدِّقين برؤية وجه ربهم تبارك وتعالى من فوقهم، وسلامه عليهم، وتكليمه إياهم ومحاضرته لهم (١):

وليست هذه الفرَحاتُ إلَّا ... لذي التَّرَحاتِ في دار الرزايا

فشمِّر ما استطعت الساقَ واجهَدْ ... لعلَّكَ أن تفوزَ بذي العطايا

وصُمْ عن لذَّة حُشِيَتْ بلاءً ... لِلذَّاتٍ خلَصْن من البلايا

ودَعْ أمنيَّةً إن لم تَنَلْها ... تعذَّبْ أو تُنَلْ كانت منايا (٢)

ولا تَستَبْطِ وعدًا من رسولٍ ... أتى بالحقِّ من ربِّ البرايا

فهذا الوعدُ أدنى من نعيمٍ ... مضى بالأمس لو وُفِّقْتَ رَايا

فصل

والفرق بين رِقَّة القلب والجزَع: أنَّ الجزَع ضعفٌ في النفس وخوفٌ (٣)


(١) في (ز، ن): «محاضرتهم له»، وهو غلط. والمصنف يشير إلى الحديث الذي أخرجه الترمذي (٢٥٤٩) وابن ماجه (٤٣٣٦) عن أبي هريرة. وفيه: «ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرةً حتى يقول: يا فلان بن فلان، أتذكر يوم فعلت كذا وكذا؟». انظر الحديث وكلام المصنف عليه في حادي الأرواح (٥٧١ ــ ٥٧٣) وتخريج محققه له (١٧٧). وانظر: الكافية الشافية (١٠٢١).

وفي (غ) زيادة بعده: «وبهذا قال الشاعر». وفي (ب) مكانه: «كما قال». ولم أقف على الأبيات، ولعلها للمصنف رحمه الله.
(٢) في الأصل: «تعدت» مكان «تعذَّب». وكذا في (غ). وفي (ق) لم ينقط. والمثبت من غيرها.
(٣) (ب، ج): «خور».