للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى جرير، عن منصور، عن أبي الضحي، عن مسروق قال: قال أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: ما ينبغي لنا أن نفارقك (١) في الدنيا، فإذا مِتَّ رُفِعْتَ فوقنا، فلم نَرَك. فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩] (٢).

وقال الشعبي: جاء رجل من الأنصار وهو يبكي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: "ما يُبكيك يا فلان؟ " فقال: يا نبيَّ الله والذي (٣) لا إله إلا هو لأَنت (٤) أحبُّ إليّ من أهلي ومالي، والله الذي لا إله إلا هو لأنت أحبُّ إلي من نفسي. وإنّا نذكرك أنا وأهلي، فيأخذُني كذا حتَّى أراك. فذكرتُ موتَك وموتي، فعرفتُ أنّي لن أجامعك إلا في الدنيا (٥)، وأنّك تُرفَعُ في النبيين (٦)، وعرفتُ أنّي إن دخلتُ الجنة كنتُ في منزل أدنى من منزلك. فلم يَرُدَّ (٧) النبي - صلى الله عليه وسلم - (٨) شيئًا، فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} إلى قوله: {وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} (٩)


(١) (ب، ط): "نقاربك"، تصحيف.
(٢) تفسير الطبري ــ شاكر (٨/ ٥٣٤). وأخرجه ابن أبي حاتم (٥٦١٤).
(٣) (ب، ج، ط): "والله الذي".
(٤) في الأصل و (ق، ز): "أنت".
(٥) "فعرفت ... الدنيا" ساقط من (ب، ج). وجامَعَه: اجتمع معه.
(٦) (ب، ط): "مع النبيين".
(٧) (ق): "فلم يردّ عليه".
(٨) من هنا تبدأ المقابلة على (ن).
(٩) في (ب، ج، ط) اكتفى بتكملة الآية (٦٩).