للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والرجوع والتسوية.

وقد أخبر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن بصرَ الميت يتبع نفسَه إذا قُبضت (١).

وأخبر أن الملك يَقبِضُها، فتأخذها الملائكةُ من يده، فيوجد لها كأطيبِ نفحةِ مسك وُجدت على وجه الأرض، أو كأنتن (٢) ريحِ جِيفةٍ وُجدت على وجه الأرض (٣). والأعراض لا ريحَ لها، ولا تُمسَك (٤)، ولا تُؤخذ من يدٍ إلى يد.

وأخبر أنها تصعَدُ إلى السماء، ويصلِّي عليها كلُّ ملك لله بين السماء والأرض، وأنها تُفتح لها أبوابُ السماء، فتصعد من سماءٍ إلى سماء، حتى يُنتهَى بها إلى السماء التي فيها (٥) الله عز وجل، فتوقفُ بين يديه، ويأمر بكتابةِ اسمه (٦) في ديوان أهل عِلِّيِّين أو ديوان أهل سِجِّين، ثم تردُّ إلى الأرض. وأنّ روح الكافر تُطرح طرحًا، وأنها تدخل مع البدن في قَبرها للسؤال (٧).

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن نَسَمةَ المؤمن ــ وهي روحه ــ طائرٌ يعلُقُ في شجر


(١) يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم (٩٢٠) وسيأتي نصه في المسألة التاسعة عشرة.
(٢) (ن): «كأشرّ»، تصحيف.
(٣) يشير إلى حديث البراء بن عازب، وهو حديث طويل سيأتي في أول المسألة القادمة.
(٤) (ق): «مسك»، غلط.
(٥) في (ق) طمس بعض القراء: «السماء التي فيها» وكتب مكانها: «بين يدي».
(٦) ما عدا (أ، غ): «اسمها».
(٧) كما في حديث البراء الطويل، وسيأتي بتمامه.