للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسُه، وعاد رأسه كما هو، فعاد إليه، فضربه.

قلتُ: ما هذا؟ قالا: انطلِق.

فانطلقنا إلى نَقْبٍ مثل التنّور، أعلاه ضيِّق، وأسفلُه واسع، يوقَد تحته نارٌ (١). فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراةٌ. فيأتيهم اللهب من تحتهم، فإذا اقترب (٢) ارتفعوا حتى كادوا يخرجوا (٣)، فإذا خمدت رجعوا.

فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق.

فانطلقنا، حتى أتينا على نهر من دمٍ، فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة. فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج رمَى الرجلُ بحجرٍ في فيه، فردَّه حيث كان. فجَعل كلَّما جاء ليخرج رمَى في فيه بحجر، فرجع كما كان.

فقلت: ما هذا، قالا: انطلق.

فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراءَ، فيها شجرةٌ عظيمة، وفي أصلها شيخ وصبيان. وإذا رجل قريب من الشجرة، بين يديه نارٌ يوقدها. فصعدا بي الشجرة، وأدخلاني دارًا لم أرَ قط أحسنَ منها، فيها شيوخ وشبَّان (٤). ثم صعدا بي فأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل.


(١) (ق): «نارًا».
(٢) (ب، ط): «ضرمت». (ن): «أضرمت».
(٣) كذا في الأصل وغيره ما عدا (ط، ز) والنون حذفت للتخفيف. وقد يكون المؤلف أثبت «كاد أن يخرجوا» كما في الصحيح، فأخطأ الناسخ. وفي (ط، ز): «يخرجون».
(٤) في الصحيح: «رجال شيوخ وشباب ونساء وصبيان».