للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن وجهه إذا بحيَّة قد تطوَّقتْ على حلقه. فذكر من غِلَظها، قال: فخرجت ولم أغسله. فذكروا أنه كان يسبُّ الصحابة رضي الله عنهم.

وذكر ابن أبي الدنيا (١)، عن سعيد بن خالد بن يزيد (٢) الأنصاري، عن رجل من أهل البصرة كان يحفر القبور. قال: حفرت قبرًا ذات يوم، ووضعت رأسي قريبًا منه، فأتتني امرأتان في منامي، فقالت إحداهما: يا عبد الله، نَشَدتُك [٤٥ ب] بالله إلا صرَفتَ عنَّا هذه المرأة، ولم تجاورنا بها. فاستيقظتُ فَزِعًا، فإذا (٣) بجنازة امرأة قد جيء بها. فقلت: القبر وراءكم، فصرفتُهم عن ذلك القبر. فلما كان بالليل إذا أنا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما: جزاك الله عنَّا خيرًا، فلقد صرفتَ عنا شرًّا طويلًا. قلت (٤): ما لِصاحبتِك لا تكلّمني، كما تكلِّميني (٥) أنت؟ قالت: إن هذه ماتت عن غير وصية وحُقَّ لمن مات عن غير وصية (٦) ألا يتكلَّم إلى يوم القيامة.

وهذه (٧) الأخبار وأضعافُها وأضعاف أضعافِها ــ مما لا يتَّسع لها


(١) في كتاب القبور (١٣٧).
(٢) (ب، ج): «زيد».
(٣) (ط): «وإذا».
(٤) (ط): «فقلت».
(٥) كذا بحذف نون الرفع في جميع النسخ وكتاب القبور.
(٦) «وحقّ ... وصية» ساقط من (ن).
(٧) ما عدا (أ، ق، غ): «فهذه».