للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو المرتاب» (١). وهذه اللفظة (٢) من شكّ بعض الرواة هكذا في الحديث: لا أدري أيّ ذلك قال. وأما مَن ذكر الكافر والفاجرَ فلم يشكَّ، وروايةُ من لم يشكّ مع كثرتهم أولى من رواية من شكَّ مع انفراده؛ على أنه لا تناقضَ بين الروايتين، فإنّ المنافق يُسأل كما يُسأل الكافرُ والمؤمن، فَيُثبِّتُ الله الذين آمنوا بالإيمان (٣)، ويُضِلُّ الله الظالمين، وهم الكفار والمنافقون.

وقد جمع أبو سعيد الخدري في الحديث الذي رواه أبو عامر العَقَدي (٤)، حدثنا عبَّاد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: شهدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جنازة. فذكر (٥) الحديث، وقال: «وإن كان كافرًا أو منافقًا يقول له (٦): ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري» (٧) وهذا صريحٌ في أنَّ السؤالَ للكافر والمنافق.

وقولُ أبي عمر رحمه الله: «وأما الكافر الجاحد المبطِل، فليس ممن يُسأل عن ربه ودينه». فيقال له: ليس كذلك، بل هو من جملةِ المسؤولين، وأولى بالسؤال من غيره. وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنه يَسأل الكفارَ (٨)


(١) في حديث أسماء، أخرجه البخاري (٨٦) ومسلم (٩٠٥). وفي (أ، ق، غ): «والمرتاب» خطأ.
(٢) «اللفظة» ساقطة من الأصل.
(٣) ما عدا (أ، غ): «أهل الإيمان».
(٤) زاد في (ط): «قال».
(٥) (ط): «وذكر».
(٦) «له» ساقط من (ط). وفي (ب، ج): «يقولوا».
(٧) سبق تخريجه قريبًا.
(٨) (ق، ن): «الكافر». وفي الأصل: «يسأل يوم القيامة» دون هذه الزيادة.