للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"وعمل الخلف وحده في أمر تعبدي كهذا لا حجة فيه، على أنهم لم يجمعوا عليه" (١).

والغريب أن الأمير الصنعاني الذي وصم ابن القيم في مسألة التلقين بالتعصب، نقل معظم كلامه في مسألة إهداء القُرَب وقال: "فإن قلت: هذا شيء ما فعله سلف الأمة من الصحابة وغيرهم، وهم أحرص الناس على الخير. قلت: قد فعله هذا الصحابي لأشرف خلق الله ــ يعني قول أبيّ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أجعل لك صلاتي كلها، والمقصود: الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ــ ومن أين لك أنه لم يفعل السلف ذلك، فإنه لا يشترط في هذه الهبة إشهاد الناس عليها ولا إخبارهم بها؟ وهب أنه ما فعل هذا أحد منهم فإنه لا يقدح فيهم لأنه مندوب لا واجب، ولأنه قد ثبت لنا دليل جواز فعله سواء سبقنا إليه أحد أو لا؟ " (٢).

وإهداء القُرَب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ــ الذي رآه شيخ الإسلام وغيره بدعة (٣)، فإن الصحابة لم يكونوا يفعلونه ــ استدل الأمير على جوازه أيضًا بقول أُبيّ!


(١) تفسير المنار (٨/ ٢٢٦ - ٢٣٠).
(٢) تأنيس الغريب (ص ١٨٨).
(٣) جامع المسائل (٤/ ٢٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>