للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} [النمل: ١٨]. وقد سخَّر مع داود الجبال تسبِّح (١) معه والطيرَ.

وقال ابن الأنباري (٢): مذهب أصحاب الحديث وكُبَراء (٣) العلم في هذه الآية: أنَّ الله أخرج ذرية آدم من صُلبه وأصلابِ أولاده، وهم في صوَر الذر، فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون. فاعترفوا بذلك، وقبلوا. وذلك بعد أن ركَّب فيهم عقولًا عرفوا بها ما عُرِض عليهم، كما جعل للجبل عقلًا حتى (٤) خُوطب (٥)، وكما فعل ذلك بالبعير لما سجد (٦)،


(١) (ق، ط): «يسبِّحن». وفي معاني الزجاج والبسيط ورد نصّ الآية (١٠) من سورة سبأ.
(٢) انظر: البسيط للواحدي (٩/ ٤٤٨). والمصنف صادر عنه.
(٣) (ب، ج، ن): «أكثر».
(٤) (ب، ج، ن): «حين».
(٥) يشير إلى قوله تعالى: {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} [سبأ: ١٠] وما رواه البخاري [٣٦٧٥] عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال: «اثبُتْ أحدُ، فإنما عليك نبي وصدِّيق وشهيدان».
(٦) يشير إلى حديث أنس بن مالك قال: كان أهلُ بيت من الأنصار لهم جملٌ يَسنُون عليه، وإن الجمل استصعب عليهم، فمنعهم ظهرَه ... الحديث. وفيه: «فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل نحوَه، حتى خرَّ ساجدًا بين يديه» أخرجه الإمام أحمد (١٢٦١٤) ــ ومن طريقه الضياء المقدسي في المختارة (١٨٩٥) ــ، والبزار (٦٤٥٢)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٢٨٧).

أورده الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (٦/ ١٣٥) من المسند، ثم قال: «وهذا إسناد جيد». وعزاه الهيثمي في المجمع (٩/ ٤) للإمام أحمد والبزار وقال: «ورجاله رجال الصحيح غير حفص ابن أخي أنس وهو ثقة». (قالمي).