للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المنام، وهو يقرأ (١) في فمي، فمن ذلك الوقت يُشمُّ من فِيَّ هذه الرائحة (٢).

وذكر مَسْعَدة في كتابه في «الرؤيا» (٣) عن ربيع بن يزيد الرَّقَاشي (٤) قال: أتاني رجلان، فقعدا إليَّ، فاغتابا رجلاً، فنهيتُهما. فأتاني أحدهما بعدُ (٥)، فقال: إني رأيت في المنام كأن زنجيًّا أتاني بطبق عليه جَنبُ خنزير لم أرَ لحمًا قطُّ أسمنَ (٦) منه، فقال لي: كل، فقلت: آكل لحم خنزير؟ فتهدَّدَني (٧)، فأكلتُ، فأصبحت، وقد تغيَّر فمي، فلم يزل يجدُ الريح في فمه شهرين (٨).

وكان العلاء بن زياد (٩) له وقتٌ يقوم فيه، فقال لأهله تلك الليلة: إني


(١) (غ): «يتفل». ونحوه في سير أعلام النبلاء.
(٢) انظر: طبقات القراء للذهبي (١/ ١٣٠) وسير أعلام النبلاء (٧/ ٣٣٧). وقال في الطبقات: «لا تثبت هذه الحكاية من جهة جهالة رواتها».
(٣) لم أقف على خبر لهذا الكتاب ومؤلفه. وقد يكون مسعدة بن اليسع بن قيس الباهلي البصري.
(٤) يزيد بن أبان الرّقاشي البصري معروف. كان واعظًا بكّاءً صاحب عبادة. ولكن لم أجد ذكرًا لابنه ربيع. وأخشى أن يكون الصواب: «ربيع عن يزيد»، فإن ربيع بن صَبيح ممن يروي عن الرقاشي. انظر: تهذيب التهذيب (٣/ ٢٤٦).
(٥) (ب، ط، ج): «بعد ذلك».
(٦) (ط، ن): «قط لحمًا». وبعده في (ط): «أحسن».
(٧) في الأصل: «فتهداني». وفي (ب، ط، ج): «فهدَّدني».
(٨) أخرجه ابن ابي الدنيا في الصمت (١٨٢) والغيبة والنميمة (٤٣) عن خالد الربعي، بسياق مختلف.
(٩) من زهاد التابعين. ذكره ابن كثير في وفيات سنة (٧٨). وانظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٢٠٢).