٣ - نسخة تركية من جامعة إستانبول في ٨٧ ورقة، لم يذكر تاريخ نسخها.
لم تحظ هذه النشرة بحسن الإخراج، غير أنها كانت الخطوة الأولى في سبيل تحقيق كتاب الروح. وقد مضى عليها الآن نحو خمس وعشرين سنة، وقد طبعت في هذه المدة كتب كثيرة من التراث المخطوط، وظهرت وسائل للبحث والتفتيش لم تكن مهيأة للباحثين في ذلك الزمن، ثم أدوات تحقيق النص لا يملكها كل دارس ولاسيَّما إذا كان حديث عهد بهذا الفن، ولذلك أرى الطالب الذي يقدم على تحقيق كتاب في رسالة علمية خليقًا بأن يشكر ويعذر.
ومن ثم لست بصدد نقد هذه النشرة، غير أني أذكر هنا ثلاثة نماذج فحسب من الأغلاط الواضحة التي وقع فيها الباحث في تحقيق المسألة الأولى، ولها فيها نظائر أخرى.
١ - نقل ابن القيم في بداية المسألة الأولى أحاديث وآثارًا من كتاب القبور لابن أبي الدنيا بأسانيدها، وأولها:"حدثنا محمد بن عون، حدثنا يحيى بن يمان، عن عبد الله بن سمعان ... "(ص ١٦٩) فترجم المحقق لابن أبي الدنيا وذكر أنه ولد في ٢٠٨ هـ وتوفي ٢٨١ هـ، ثم ترجم لمحمد بن عون نقلا عن تهذيب التهذيب (٩/ ٣٨٤): "محمد بن عون أبو عبد الله الخراساني، قال ابن معين وأبو داود: ليس بشيء ... مات ١٤٠ - ١٥٠ هـ". ثم ترجم ليحيى بن يمان وبقية رجال الإسناد. ولم يسأل نفسه: كيف يروي ابن أبي الدنيا المولود في ٢٠٨ هـ عن محمد بن عون الخراساني المتوفى سنة ١٤٠ أو ١٥٠ هـ؟