للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويخافه ويرجوه، أو يساويه به (١).

فإذا هُضِم المخلوقُ خصائصَ الربوبية وأُنزِلَ (٢) منزلةَ العبد المحض الذي لا يملك لنفسه ــ فضلًا عن غيره ــ ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا لم يكن هذا تنقُّصًا له، ولا حطًّا من مرتبته، ولو زعم المشركون.

وقد صحَّ عن سيِّد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: «لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبد الله (٣)، فقولوا: عبد الله ورسوله» (٤).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «أيها الناس، ما أُحِبُّ أن ترفعوني فوق منزلتي» (٥).

وقال: «لا تتَّخِذوا قبري عيدًا» (٦).

وقال: «اللهمَّ لا تجعل قبري وثنًا يُعبد» (٧).


(١) ساقط من (ط)، وكذا من أكثر النسخ المطبوعة.
(٢) في (ن) غيَّره بعضهم إلى «وأنزله». وكذا في النسخ المطبوعة.
(٣) (ب، ج، غ): «عبد».
(٤) أخرجه البخاري (٣٤٤٥) من حديث عمر.
(٥) أخرجه الإمام أحمد (١٢٥٥١). ومن طريقه الضياء في المختارة (١٦٢٧)، والنسائي في الكبرى (١٠٠٧٧، ١٠٠٧٨) من حديث أنس رضي الله عنه. وإسناده صحيح. (قالمي).
(٦) أخرجه أبو داود (٢٠٤٢)، والإمام أحمد (٨٨٠٤) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وحسَّنه الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار. كما في الفتوحات الربانية (٣/ ٣١٣). (قالمي).
(٧) أخرجه الإمام مالك في الموطأ (١/ ١٧٢) ــ ومن طريقه ابن سعد في الطبقات (٢/ ٢٤٠ ــ ٢٤١) ــ عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار مرسلًا، وزاد: «اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ورجاله ثقات ..
وله شاهد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. أخرجه الإمام أحمد (٧٣٥٨)، والحميدي (١٠٢٥)، والبزار (٩٠٨٧)، وأبو يعلى (٦٦٨١) بمثله دون قوله: «يعبد» وإسناده حسن.
وأمَّا الشطر الثاني من الحديث فهو ثابت في الصحيحين وغيرهما. (قالمي).