للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سابعًا: إن من تعظيم شَعَائِر الله وإجلالها أن لا تجتمع مع شعائر الشرك والكفر، بل الواجب إزالة ومحو جميع شَعَائِر الكفر والشرك؛ إذ في بقائها وإقرارها تعظيم لها، ورفع من شأنها، وتحقير لشعائر الله وإهانة لها، وذلك يستلزم الاستهانة بالله تعالى وبأمره (١).

يقول الإمام ابن القيم في معرض ذكره للفوائد المستفادة من غزوة الطائف: "ومنها أنه لا يجوز إبقاء مواضع الشرك والطواغيت بعد القدرة على هدمها وإبطالها يومًا واحدًا؛ فإنها شعائر الكفر والشرك، وهي أعظم المنكرات، فلا يجوز الإقرار عليها مع القدرة البتة، وهذا حكم المشاهد التي بنيت على القبور، التي اتخذت أوثانًا وطواغيت تعبد من دون الله، والأحجار التي تقصد للتعظيم، والتبرك، والنذر، والتقبيل، لا يجوز إبقاء شيء منها على وجه الأرض مع القدرة على إزالته، وكثير منها بمنزلة اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى، أو أعظم شركًا عندها وبها، والله المستعان" (٢).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز: "فعلم بذلك أن بناءها -أي: المساجد على القبور- لا يجوز مطلقًا، وما ذلك إلا لكونها من أعظم وسائل الشرك، ومن أظهر أعلامه وشعائره، وهي سنة اليهود والنصارى التي نُهِينَا عن اتِّبَاعِهَا، وَحُذِّرْنَا من سُلُوكِهَا" (٣).

وقال الإمام ابن تيمية في شأن شَعَائِر أهل الكتاب: "فهذا من شَعائِر الكفر التي نحن مأمورون بإزالتها، والمنع منها في ديار الإسلام،


(١) انظر: مجموع الفتاوى (٢٥/ ٣٣٠)، و (٢٨/ ٦٥٥)، والبحر الرائق (٨/ ٣٣٠)، وبدائع الصنائع للكاساني (٧/ ١١٣)، وأسنى المتاجر للونشرسي (ص ٥٩).
(٢) زاد المعاد في هدي خير العباد (٣/ ٥٠٦)، وانظر: الدرر السنية (١١/ ٩٩ - ١٠٠)، والانتصار لحزب الله الموحدين، تأليف: عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز أبابطين (ص ٦٨).
(٣) فتاوى الشيخ ابن باز (١/ ٣٩٦).