لا يخرج عن أمره وسلطانه، بل هو ضعيف ذليل لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا فضلًا عن أن يملكه لغيره، كما أنه عزيز مكرم بهذا العقل الذي وهبه الله إياه، وميَّزه به عن سائر الحيوان، يدرك به ما ينفعه، ويتوصل به إلى أعلى درجات الرقي والتقدم فيما يصلح دينه ودنياه، ويحفظه عن كل ما فيه إهدار لقيمته، أو تحقير من شأنه ومنزلته، فلا يعتقد في كبير ولا صغير، ولا عظيم ولا حقير، فلا نافع له سوى ربه ومعبوده تبارك وتعالى.
٥ - كمال هذا الدين وأنه -صلى الله عليه وسلم- قد بلغ جميع ما أنزل إليه من ربه ولم يكتم منه حرفًا واحدًا، وهو دين الإسلام بلغه بلا نقص ولا تقصير، فلم يبق فيه إشكال فيحتاج إلى حلّ ولا إجمال فيفتقر إلى تفصيل.
٦ - أن الغاية العظيمة والحكمة الجليلة من خلق الخلق هو عبادته سبحانه وتعالى وحده دون ما سواه، وفي معرفة الإنسان بهذه الغاية تتجلى قيمة الإنسان في هذا الكون، وأنه إنما خلق لغاية عظيمة، ومقصد شريف، ونهاية عزيزة، تؤول به إلى السعادة الدائمة، والنعيم المقيم.
٧ - أن معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته هي أصل العبادة، وتمام العبادة متوقف على تمام هذه المعرفة، فكلما ازدادت معرفة العبد بربه كانت عبادته على غاية من التمام والكمال.
٨ - أن ما قصده الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأمكنة والبقاع بالعبادة، أو تحرّاها بإيقاع العبادة فيها، أو قصدها تشريعًا للأمة فمثل هذا تشرع متابعته فيها -صلى الله عليه وسلم-، ويسن تحري تلك الأمكنة بالعبادة اقتداء به -عليه الصلاة والسلام- طلبًا للقربة والثواب من الله تبارك وتعالى، وذلك مثل قصده للصلاة عند مقام إبراهيم عليه السلام، وكقصده لعرفات ومزدلفة ومنى وغيرها من المواضع التي قصدها تقربًا وتشريعًا للأمة.
٩ - أن تعظيم آثار الأنبياء والصالحين لا يكون بتمجيد آثارهم