الأرضية الترابية، وإنما يكون بتمجيد أفعالهم وأقوالهم وسيرتهم الحسنة التي يحبها الله تبارك وتعالى ويرضى عنها، هذا هو التعظيم النافع الذي تحتاجه الأمة المسلمة.
١٠ - أن البركة والتبارك الواردين في النصوص الشرعية على قسمين:
الأول: بركة متعلقة بالله تعالى؛ وهذه على نوعين:
أ- بركة هي صفته سبحانه وتعالى الذاتية، تضاف إليه إضافة الصفة للموصوف كإضافة الرحمة والعزة، ويأتي الفعل منها مبنيًا على صيغة الماضي وهو (تبارك).
ب- بركة هي فعله تعالى، والفعل منها (بارك) والمفعول (مُبَارَك).
الثاني: بركة متعلقة بالمخلوق، وهي آثار فعله تبارك وتعالى بالمخلوق.
وهذا النوع أعني البركة المتعلقة بالمخلوق ليست ملكًا للمخلوق بحيث يوجدها في نفسه أو في غيره متى شاء ومتى ما أراد، وإنما هي من إيجاد الرب تبارك وتعالى وخلقه لها، لكنه قد يسعى في استجلابها باتخاذ الأسباب الجالبة لها.
١١ - أن اتخاذ القبلة التي يتوجه إليها حال العبادة يعتبر من الشعائر العظيمة التي يتقرب بها إلى الله تعالى، وما من أهل دين ولا ملة إلا ولهم قبلة يتوجهون إليها حال عبادتهم، ويعتبرونها من أعلام دينهم وشعائره التي تميزهم عن غيرهم.
١٢ - أن التوجه الشرعي يكون على قسمين:
الأول: توجه قلبي باطني.
الثاني: توجه ظاهري، وقد يجتمعان في العبادة الواحدة، بل قد لا يعتبر أحدهما بدون الآخر في بعض الأحوال كما في الصلاة.