فالتوجه الباطني: هو الإقبال على الله تعالى بالكلية والانقياد له انقيادًا قلبيًا باطنيًا وقصده بأنواع العبادة الظاهرة والباطنة.
والتوجه الظاهري يكون بالوجه إلى جهة معينة وهي جهة القبلة التي شرعها الله حال العبادة.
والوجه إنما يتوجه حيث توجه القلب، فإذا توجه الوجه نحو جهة، كان القلب متوجهًا إليها، ولا يمكن للوجه أن يتوجه بدون القلب، فإسلام الوجه وإقامته وتوجيهه مستلزم لإسلام القلب وإقامته وتوجيهه.
١٣ - أن ما يفعله بعض الناس من وضع اليد اليمنى على اليسرى أمام الحجرة النبوية هو من الهيئات الداخلة في حد الصلاة فلا يجوز أن تصرف لأحد سوى الله تبارك وتعالى، كما أنها هيئة خضوع وذل لله شرعت في الصلاة، والصحابة عندما كانوا يسلمون على النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته لم يكونوا يفعلون ذلك، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.
١٤ - أنه لا يسمى شيء من العبادات عبادة إذا خلا قلب العابد عن التوحيد، ولا يوصف أحد بأنه عبد الله أو عابد لله إلا من تحقق قلبه بالتوحيد والإخلاص والبعد عن الشرك.
١٥ - أن العبادة الشرعية تنبني على ركنين أساسيين؛ هما محبة المعبود والخضوع له، ولا يحصل أحدهما إلا بالآخر، وتمام كل واحد منهما بتمام الآخر.
١٦ - أن الأعمال يحكم عليها بالصحة والفساد إما بسبب ذواتها، أو بسبب نياتها ومقاصدها، ولا شك أن المحرَّمات؛ سواء كانت في نفسها محرَّمة، أو كانت تؤدي إلى المحرم، كل ذلك مما يوصف بالفساد والبطلان بذاته، إذ الوسيلة إلى المحرَّم محرَّمة، ولو كانت المحرَّمات أو وسائلها صالحة، وكان نفعها غالب لما حرمت، وعليه فالنية مهما كانت صالحة وخالصة لله تبارك وتعالى، فإنها لا تؤثر في المحرَّمات صحة