وصلاحًا، لأن الله أمرنا بترك المحرَّم والابتعاد منه، وهذا هو الواجب نحو كل ما حرَّمه الله تعالى، أو حرَّمه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، إذ لا يحلُّ لأحد أن يفعل المحرم بحجة أن نيته فيه صالحة، وأنه ما أراد من ورائه إلا الخير، وكل ذلك من تلبيس إبليس عليه لعنة الله.
١٧ - أنواع التوحيد الثلاثة متلازمة، فلا يقوم واحد منها إلا باستقامة من النوعين الآخرين، وكمال أحدهما بكمال البقية، كما أن الخلل والانحراف في أي نوع منها هو خلل وانحراف في جملة التوحيد.
١٨ - أن اعتراف المشركين وإقرارهم بتوحيد الربوبية لم يفدهم شيئًا، في تخليصهم من النار أو دخولهم الجنة؛ لأن إقرارهم هذا لا عبرة له، ولا يقبل منهم؛ لأنهم لم يأتوا بلازمه الرئيس الذي به يصح وهو توحيد العبادة.
١٩ - أن ربوبية الله تعالى على خلقه نوعان:
الأول: ربوبية عامة؛ وهي شاملة لجميع ما في الكون.
الثاني: ربوبية خاصة: وهي ربوبية الهداية والرشاد والتأييد والنصر، وهي متعلقة بخواص خلقه من الأنبياء وأتباعهم.
٢٠ - أن الربوبية والألوهية مفهومان متغايران؛ فلكل واحد مفهوم يخصه في حال اجتماعهما، وإذا افترقا دخل كل واحد منهما في الآخر وشمله في المعنى.
٢١ - أن مدار أعمال العباد على تحقيق معنى الشهادتين باللسان والقلب والجوارح؛ فيطابق قول اللسان ما اعتقده القلب وصدقه وعمل به، ولا بد أن يلازم كل ذلك أعمال الجوارح والتي هي موجب ذلك القول والاعتقاد والعمل، وهي من أكبر دلائله وأعظم علاماته.
٢٢ - أن المقصود بالنفي والإثبات في شهادة أن لا إله إلا الله هو